في يوم الجمعة العظيم المقدس نكمل تذكار آلام ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح المقدسة الخلاصية الرهيبة. أعني البُصاق واللطمات والضربات والشتائم والهزء ولباس البرفير والقصبة والاسفنجة والخل والمسامير والحربة. وبالأخص الصليب والموت. وقد اقتبلها كلها طوعًا لأجلنا. كما نكمل أيضًا تذكار اعتراف اللص الشكور لما صرخ نحو المسيح على الصليب: اذكرني في ملكوتك.آلام ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح لها رموزها ومعانيها التقليديّة الروحيّة:
الدم والماء اللذان خرجا من جنب يسوع اليمين، يرمزان إلى المعموديّة (الماء) والافخارستيا (الدم ). الصلب صار في اليوم السادس (الجمعة) وهو يوم خلق الانسان كما ورد في سفر التكوين وتم في الساعة السادسة (الساعة الثانية عشرة ظهرًا). التي فيها علق على الصليب، في الساعة عينها التي فيها مدّ آدم يده ولمس العود المنهي عنه وسقط في الخطيئة. وهكذا ففي اليوم الذي فيه خلق الإنسان وفي الساعة التي فيها سقط، فيهما أيضًا تخلّص وتجدد. وحصل ذلك في بستان كما طرد آدم من جنة الفردوس. الشراب المرّ الذي تناوله المسيح رمز إلى مذاقة الخطيئة المرّة . واللطمة مقابل الكرامة التي حصلنا عليها بآلام السيد المسيح. وإكليل الشوك ليبعد عنا اللعنة. واللباس البرفيري مكان الالبسة الجلدية التي لبسها آدم وحواء في الفردوس بعد السقطة. وترمز إلى حلتنا الملكية. والمسامير رمز إلى تسمير جسدنا ونفسنا بالخطيئة. والصلب على عود وخشبة رمز إلى الشجرة التي كانت في وسط الفردوس. والجنب المطعون يرمز إلى جنب آدم الذي منه خرجت حواء التي تسببت في سقوط آدم. والحربة رمز إلى الحربة اللهيبية في فردوس عدن. والماء الفائض رمز إلى المعموديّة. والدم والقصبة حرر لنا بهما المسيح العِتقَ بكتابةٍ حمراء كملك، ومنحنا العودة إلى الوطن، إلى الفردوس الذي نفينا منه بالمعصية. وتشير الجمجمة المرسومة تحت أسفل الصليب إلى جمجمة آدم، التي تروّت بالدم السائل من الصليب. وهي إشارة إلى انه في نفس المكان الذي فيه خطئ آدم (في الفردوس وبالاكل من الشجرة أوالعود)، هناك أيضًا وبنفس الطريقة تخلص وتحرر من الخطيئة والموت. ولهذا السبب نرى دائمًا الجمجمة تحت رسم الصليب المقدس. كما انه تحت الجلجلة (في كنيسة القيامة) نجد معبدًا يحمل اسم معبد آدم، الذي أعتقه المسيح آدم الجديد من اللعنة القديمة
أيا مَن دُفنت بقبرٍ ألست مَعينَ الحياة؟
وسرُّ فدائك ربّي تموت وأنت الإله؟
وحبٌّ ينادي شعوبًا فهل يسمعون نداه؟
مفتاح قلبك توبةٌ تحتلُّ في ثقةٍ رضاك
واللصُّ أول تائبٍ أدخلته معك سماك
فبتحننك العجيب الذي لا يوصف، ايها المسيح الإله ارحمنا. آمين