صديقي الحبيب : كيف حالك!؟ أرسلت لك هذه الرسالة لأخبرك كم أحبك. رأيتك البارحة كالعادة تتحدث مع أصدقائك. انتظرت كل النهار آملاً أن أن ترغب بالتحدث معي، لكنك لم تأتِ.أعطيتك غروباً لتنهي نهارك ونسيماً عليلاً يريحك. لقد أعطيتك حياتي على الصليب. فلماذا تبخل… عليّ بوقتك؟ لماذا نسيتني؟ لدي الكثير لأشاركك به. أنا أسير معك حيث تسير لكنك لا تراني. أراك متعرجاً بين المحبة واللامحبة ، بين الاهتمام واللامبالاة. أراك عندما تتشاجر مع رفاقك لتثبت لنفسك أنك الأفضل وقلبك يعصر قطرات كره تكوي جسدي. أراك عندما تتمرد على أهلك، آه لو تعرف كم يؤلمني هذا، إنه يسقيني كأس الخل مرة أخرى. أراك منشغلاً عن درسك بأمور صغيرة مع أن صوتاً يهمس في أذنيك “عد” إنه صوتي فلماذا لا تسمعني. إن جزءاً مني يعيش في داخلك،في عقلك، في ذكائك، في روحك. فانتبه يا صديقي! إنك على وشك أن تبني سوراً بينك وبين الحب وإن ذلك أشد ما يعذبني ويبكيني. يا صديقي ، أنا لا أريد أن تعيش في سجن تبنيه اسمه الكره، هناك قصر محبة بانتظارك ولكن عليك أنت أن تجد المفتاح. إني أراك في فشلك وانتصارك،في ضعفك وقوتك، أراك عندما تمد ساعدك لمحتاج، أراك عندما ترنو بنظرة حب إلى صغير، عندما تزرع فرحاً في قلب أهلك عندما تحقق أحلامك النبيلة. ما أشد فرحي بهذا. إنك في لحظات صغيرة كهذه تنزع أشواك الإكليل عن رأسي فيصبح إكليلاً من جواهر الحب. يا صديقي أنا أحبك رغم كل شيء وسأظل أحبك حتى لو نسيتني. إن ذراعيّ الممدودتين على الصليب تتمنيان احتضانك لتقولا لك ” أحبك ” . أحاول أن أقولها لك في زرقة السماء وفي العشب الأخضر الزاهي، وأهمسها للأحياء على الأشجار، أصرخها لك في صدى الجبال، أبعثها لك في عمق البحار. أرجوك استمع إليّ، تحدث معي، اقترب مني. أنا لا أريد أن تشعر بالخجل من آثامك، لا أريد أن تتألم من أجلي، أنا لا أريد دموعك، أريد عودتك إليّ. لن أعطلك أكثر من هذا. إنه قرارك، وأنا بانتظارك