بجانب شجرة عند سور المدينة المطلة على البحر وقف رجل ليصلي و قال: يا رب إن كنت تريدني أن أتبعك فأشعل نار فى هذه الشجرة كما فعلت مع موسى.
وأهدم أسوار هذه المدينة مثلما فعلت مع يشوع وأنا أصير خادماً أميناً لك.
وهدّئ أمواج البحر كما فعلت فى بحر الجليل وأنا أكون واحداً من تلاميذك.
ثم جلس ينتظر، بجانب الشجرة التى عند سور المدينة المطلة على البحر… وطال انتظاره و ظن أن الله لم يسمع و لن يستجيب صلاته. فقال: “يا رب، لن أقدر أن اتبعك و أنت لم تستجب لي، لن أكون خادماً أو تلميذاً لك لأنك لم تسمع صلاتي”.
وهنا سمع صوت يقول له: “أهكذا أنت بطيء القلب فى الإيمان…؟! لقد استجبت لصلاتك، وارسلت نارًا و لكن ليس لعليقة أو شجرة بل داخل قلوب الناس ليلتهبوا بمحبتي،
وهدمت أسوارًا و لكن ليست أسوار مدينة بل أسوار كراهيه و أنانية وحبّ ذات و كبرياء، وهدأت أمواجًا و لكن ليس أمواج البحار بل أضطرابات النفوس لتنعم بالهدوء و السّلام و الطمأنينة”
وهنا جثا الرجل على ركبتيه وقال: سامحني يا ربّ، وعلّمني أن أسلك بالايمان لا بالعيان، وأن أنظر عملك داخل النفوس، لا فى الظواهر الغير طبيعية