اعتاد القيصر الروسي ”ألكسندر“ أن يتجول في معسكرات جنوده متخفّيًا بينهم؛ ليتفقد أحوالهم، ويستمع إلى أحاديث جنوده، ويرى الحقيقة على أرض الواقع.
وفي ذات ليلة، بينما كان يمرّ متنكرًا في إحدى الثكنات، لاحظ ضابطًا شابًا يجلس إلى طاولة وهو يضع رأسه بين ذراعيه، ويبدو نائمًا. اقترب القيصر من خلف الضابط بهدوء، وألقى نظرة على الطاولة. لدهشته وجد عليها مسدَّسًا مُعَدًّا للإطلاق. بجوار المسدس كانت ورقة مكتوب عليها قائمة طويلة من الديون، واضح منها أن معظمها كان بسبب المقامرات.
ألقى القيصر نظرة على الورقة من فوق إلى أسفل، حتى وصل إلى مجموع الديون. كاد ينصرف لولا أنه لاحظ عبارة مكتوبة بجوار المجموع تقول ”من يستطيع أن يدفع كل هذا؟!“. تبلورت الصورة في عيني القيصر: لقد قامر الضابط الشاب بكل ما يملك، وإذ وجد نفسه غارقُا في ديون لا سبيل له للوفاء بها، قرّر الانتحار. وبعد أن كتب عبارته ”من يستطيع أن يدفع كل هذا؟!“ غالبه النعاس فنام. ولا بد أنه سيستيقظ بعد قليل، ثم…
فكَّر أن يوقظه ويوبِّخه ويعاقبه، لكنه تذكّر أن أبا الضابط كان صديقًا له. فتناول القلم الذي كان قد سقط من يد الضابط اليائس، وغمسه في الحبر، وألقى نظرة أخرى على العبارة ”من يستطيع أن يدفع كل هذا؟!“، وبعد هنيهة كتب أمامها ”ألكسندر“، وانصرف.
أفاق الضابط، وقبل أن يهمَّ بتنفيذ عزمه، قرَّر إلقاء نظرة أخيرة على ديونه؛ وعندئذ وقع بصره على الجملة ”من يستطيع أن يدفع كل هذا؟!“، وبجوارها توقيع، عرفه على الفور: ”ألكسندر“. في اليوم التالي كان القيصر قد سوّى الأمر ولم يَعُد الضابط الشاب مديونًا.
صديقي.. هل تدري أنّ كل إنسان، بالطبيعة، هو في دين؟! فمن فعل الخطية أخطأ في حق الله، وهو بهذا في دين كبير لا يمكنه سداده «لأن أجرة الخطية هي موت» (رومية6: 23). وأمام هذا الدين الكبير كلنا سنكتب: ”من يستطيع أن يدفع كل هذا؟!“. لكن اسمَع البشرى اليوم، فأمام هذه العبارة يمكنك أن ترى توقيعًا ليس هو توقيع ”ألكسندر“ أو غيره من الناس؛ فليس بإمكانهم أن يسدّدوه. لكن يمكنك الآن أن ترى أمام ”من يستطيع أن يدفع كل هذا؟!“ إجابة الله ”يسوع المسيح“. نعم.. «الله كان في المسيح مصالحًا العالم لنفسه، غير حاسبٍ لهم خطاياهم… نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله؛ لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطيةً لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه» (2كورنثوس 5: 19-21). ليتم فيك القول «إذًا لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع