يحكى إن إنسانا زار جهنم فوجد الأجسام هزيلة والوجوه شاحبة وجميعهم في يأس مرير وعذاب دائم ,نظر أمامه فوجد كميات كبيرة من الطعام ولكنه اكتشف فيما بعد أن ذراع الملعقة طويل جدا فلا يستطيع احد أن يدخل الطعام إلى جوفه بالرغم من توفره أمامه
انتقل الزائر إلى السماء فوجد الفرح والسرور, الوجوه الباسمة, الأجسام صحيحة ممتلئة, الطعام متوفر, ومما أثار العجب إن الملاعق ذات الأذرع الطويلة نفسها
ما الفرق ؟ وكيف يأكلون ؟
نظر إليهم ليجد كلا منهم يملأ ملعقته ويطعم الأخر, إن تعاونهم وحبهم لبعضهم جعل الجميع يعيشون بآمن ومحبة
كم تفيدنا هذه القصة وخاصة في زمننا الحاضر, لا احد يهتم إلا بمصالحه وبنفسه ,لا يريد أن يساعد أحدا مهما كان نوع المساعدة, الحياة الاجتماعية فقدت والتعاون اندثر
قد نجلس أمام الكمبيوتر ساعات طويلة دون أن نحدث أحدا وكأننا في عالم آخر, لا نشعر بمن حولنا وقد ننسى حتى أفراد عائلتنا وليس لدينا وقت للحوار معهم
جميعنا يتعرض للمآسي والتجارب ويحتاج لمساعدة الآخر, كم يتعزى الحزين إذا وجد أحدا بقربه يذرف معه دمعة واحدة فقط تخفف مصابه
كم يفرح المريض إذا قدم من يزوره ويشاركه آلامه
كم يخفف حملنا مهما كان ثقيلا إذا ساعدنا صديق محب في حمله
كلما تقدمت بنا السن سنجد إننا بحاجة لمن يؤنس وحدتنا أكثر من أي وقت مضى
لنطبق ماقاله بولس الرسول في رسالته (رومية 12 :15)
فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكين
لان التعاطف يعني قلبين يشدان حملا واحدا ثقيلا ويحملانه معا