بقول القدّيس بولس
فلو سألتني ما أعظم وصيّة قِيلَت في الإنجيل تناسِبُ حالة الإنسان الآن و في هذا العصر، لما ترددت أن أقول ” أمسك بالحياة الأبدية التي إليها دعاك الرب”. و لَمّا يدعو الرَّبّ، تكون دَعوَتُهُ خارجة من صميم رسالته التي جاء لِيُتَمِّمَها للبشر. و ليس غريبًا عليك أن نخبرك أنّ المسيح استعلن للبشر بصفته الحياة الأبدية، هذا يقوله الإنجيل وَنَعْلَمُ أَنَّ ابْنَ اللهِ قَدْ جَاءَ وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هَذَا هُوَ الإِلَهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. 1 يوحنا 5 : 20
و نحن نوضح ما عرفناه عن المسيح أنّه جاء من عند الاب ليؤهّلنا بالنهاية أن ندخل الحياة الأبدية. و بولس الرسول يقول عن وَعْيٍ و دراية، أنّه لا يحيا بل المسيح يحيا فيه، فما يحياه بالجسد يحياه بالإيمان بيسوع المسيح ..مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي. غلاطية 2 : 20
أي أنّ المسيح هو حياتنا بالإيمان. أمّا الطريق الذي اختطه المسيح ليصبح هو حياتنا، فهو القيامة المجيدة التي قامها بالجسد، و بذلك يكون ” قد أقامنا معه ” ( وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، افسس 2 : 6 )، لأننا “جسد المسيح و أعضاؤه” ( وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجَسَدُ الْمَسِيحِ وَأَعْضَاؤُهُ أَفْرَاداً.
1 كورنثوس 12 : 27 ). و المسيح الآن حيّ مع الاب و قد جلس على عرشه في يمين الاب ( الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، افسس 1 : 20 – وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ . افسس 2 : 6 ) و أورثنا هذه الحياة الاب والابن، و هي هي الحياة الأبدية التي يدعوك المسيح إليها