انتظرها
” إن توانت فانتظرها لأنها ستأتى إتياناً ولا تتأخر ” ( حب 3:2 )
إنها إستجابة الله
فإستجابة الله لنا قد تتأنى… و لكنها أبدا لا تتباطىء ولا تتأخر عن موعدها
فوعد الله صادق و ” فى وقته أسرع به “… فــ” لكل شىء تحت السموات وقت ”
و فى انتظارها إن ظننت أن الله قد نسيّك… أو هكذا حدثتك نفسك
راجع نفسك فقد يكون العيب فيك
و أرجع أولا إليه ليرجع إليك … ” أرجعوا إلى أرجع إليكم ”
فــ” بالرجوع – التوبة – و السكون تخلصون ” ( أش 15:30 )
و قبل أن يكون لدينا أيّ طلب ” اطلبوا أولا ملكوت السموات ، و هذه الأشياء كلها تزاد لكم ”
فقبل أن تطلب شيئا من الله ، اطلب الله نفسه … لأن العاطي أهم من العطية
و إن طالت مدة وقوفك للصلاة ، انتظارًا لإستجابته
فأحسست بقوتك تخور و وقعت بركبتيك على الأرض
فأعلم أن هذا هو ما يريده الله منك… الإنسحاق أمامه
وأعلم حينها أن استجابته قريبة جدا… فــ” قريب هو الرب من منسحقى القلب ” ( مز 33 )
وأنه فقط متلذذ بإنسكابك أمامه و ترديد اسمه على شفتيك
و إن سالت دموعك بغزارة و شعرت بإنكسار فى قلبك
و أخذت تردد ” صارت لى دموعى خبزا نهارا وليلًا ، إذ قيل لي كل يوم أين إلهك ” ( مز 3:42 )
فأعلم أنه قد أقترب جدا و أنه سيأتي لأنه ” على عبيده يشفق ”
سيأتي ” و سيمسح كل دمعة من عيونهم… ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد ”
وإن بدأت فى انتظارك له تشكره على سماحه بهذه الضيقة التى قربتك إليه
و اصبحت تطلب منه أن يمد يده فيعبر معك الضيقة بدلًا من أن تعبر هى عنك ( مز 56 (57) )
أعلم أنك بدأت تضع الله بينك و بين الضيقة بدلًا من أن تكون الضيقة حاجزًا بينك و بين الله
فزال الشعور بالوحشة و اليأس و صرت مستشعرا دفء اشراقه عليك فامتلأت رجاءً و أملاً
وإن شعرت فى وسط كل همومك بنشوة عجيبة وفرح يسود قلبك
و دموع الحزن أصبحت دموع فرح … فصرت ترجوها أن تنساب من عينيك
قائلًا أعطنى يارب ينابيع دموع كثيرة كما أعطيت قديما للمرأة الخاطئة
و أخذت تردد ” عند كثرة همومي فى داخلى ، تعزياتك تلذذ نفسي ”
أعلم أنك بدأت تستمد منه القوة و النعمة… ف ” منتظرو الرب يجدون قوة ” ( أش 31:40 )
قوة الغلبة على شيطان القلق و الضعف و الاضطراب
و قد نلت نعمته الغنية فإنه ” يعطي المعىّ قدرة و لعديم القوة يكثر الشدة ”
وإن شعرت ب “سلام الله ” يغمر قلبك فى وسط ضيقاتك
فقد تعلمت أن تثق فى وعوده و مواعيده
وعلمت أن إلهك ” قادر أن يفعل فوق كل شيء أكثر جدًا مما نطلب أو نفتكر ”
لأنه يعلم ما أنت بحاجة إليه دون أن تطلبه… ” أبوكم يعلم ”
فأنت أفضل عنده من زنابق الحقل و عصافير السماء ( مت 28:6 , 31:10 , لو 7:12 )
فهو القائل ” لا أهملك ولا أتركك. تشدد و تشجع ” و ” ها أنا معكم كل الأيام و إلى انقضاء الدهر ” و القائل ” نقشتكم على كفي ” و ” لا تخف لأني معك ” و ” لا يقف انسان فى وجهك كل أيام حياتك ” و ” تشدد و تشجع. ولا ترهب ولا ترتعب ، لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب ” و ” يحاربونك ولا يقدرون عليك ، لأني معك – يقول الرب – لأنقذك ”
فقط انتظرها
لأنها إن توانت… ستأتي إتيانًا ولا تتأخّر