كان يعمل بالشرطة وقد كلف بالحراسة فى احدى القرى ، وفى احدى ليالى الشتاء البارد اخذ يتمشى ذهابا وايابا فى يقظة ، لكى يتابع المكان الذى يحرسه وايضا ليطرد عنه لسعات البرد ، واثناء تحركه كان يردد بعض الصلوات.
مرت الدقائق والساعات وانتصف الليل ، فلاحظ من بعيد رجلا يجر بقرة ، فتعجب جدا من هذا المنظر ، اذ الفلاحين كانوا قد رجعوا الى بيوتهم وحظائرهم منذ مدة طويلة .
ولاحظ ايضا ان هذا الرجل يحاول الاختفاء منه . فاسرع اليه وسأله الى اين انت ذاهب ؟ فارتبك الرجل ، ثم اخرج له ورقة مالية ، وحاول ان يرشيه بها ، فتأكد انه سارق .
ودار خلفه واشهر سلاحه فى ظهره وامره بالسير امامه الى قسم الشرطة ، حاول السارق ان يتفاهم معه واخرج له ورقة مالية اخرى ، ولكنه تشدد معه فى الكلام وساقه بعنف ، حتى وصل به الى قسم الشرطة .
عندما وصل به الى القسم ، اخذ منه البقرة واعطاها الى احد العساكر وقبض عليه بشدة وادخله الى الضابط . فوجىء بأن الضابط قد قام بسرعة وحيا السارق واجلسه على مقعده بجواره ، واعلم رجل الشرطة ان هذا هو نائب مدير الامن الجديد وكان متخفيا فى شكل سارق ليتفقد سير العمل بنفسه . شكره الضابط وصرفه . ولكنه عاد فاستدعاه وامره بالذهاب الى مكتب نائب مدير الامن فى اليوم التالى . انصرف رجل الشرطة متعجبا مما حدث ولكنه كان خائفا من مقابلة اليوم التالى .
فى اليوم التالى ذهب الى مكتب نائب مدير الامن ، الذى استقبله بترحيب شديد ووعده بترقية ، نتيجة امانته واعطاه ايضا مكافأة مالية ، لانه عرض نفسه للخطر وكان امينا فى عمله فى ضبط سارق البقرة
واذ قد شكره انصرف وهو يسبح الله ، الذى يبارك اولاده الامناء ويحميهم ، بل ويعظمهم ويقويهم .
عندما تشعر بالله اثناء عملك ، سيدفعك للامانة فى كل التفاصيل حتى لو لم يقدر عملك هذا ، ولكن الله يراك ويفرح بما تعمله وستمر الايام ويجعل من حولك يباركونك ، ثم يكافئك بالمكافأة التى لا تقدر بثمن وهى ملكوت السموات