إنجيل القدّيس متّى 35:9-38
وكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ المُدُنَ كُلَّهَا والقُرَى يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهم، ويَكْرِزُ بِإِنْجِيلِ المَلَكُوت، ويَشْفِي الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة.
ولَمَّا رَأَى الجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِم، لأَنَّهُم كَانُوا مَنْهُوكِيْن، مَطْرُوحِينَ مِثْلَ خِرَافٍ لا رَاعِيَ لَهَا.
حينَئِذٍ قَالَ لِتَلامِيْذِهِ: إِنَّ الحِصَادَ كَثِيْر، أَمَّا الفَعَلَةُ فَقَلِيْلُون.
أُطْلُبُوا إِذًا مِنْ رَبِّ الحِصَادِ أَنْ يُخِرِجَ فَعَلَةً إِلى حِصَادِهِ
قصّة اليوم
في غابة فوق أحد التلال كان هناك ثلاثة أشجار، راحت الأشجار تناقش أحلامها.
قالت الشجرة الأولى “أتمنى أن أصير يومًا صندوقًا للكنوز، وامتلئ بالذهب والفضة واللآلئ الثمينة، وأزين بالنقوش المركبة ويرى الجميع جمالي”.
وقالت الشجرة الثانية”يومًا ما سأحبّ أن أصير سفينةً كبيرة، وأحمل الملوك والملكات فوق المياه وأبحر في كل أركان العالم. ويشعر الجميع في السفينة بالأمان بسبب قوة أخشابي”.
وقالت الشجرة الثالثة “أنا أرغب أن أنمو وأصير أكثر الأشجار طولًا واستقامة في كل الغابة ، ويراني الناس على قمة التل وينظروا لأغصاني، ويفكروا في السّماوات وفي الله ، وكيف أنني قد صرت قريبة منهم . وعندئذ أصير أعظم الأشجار عبر كل السنين و يتذكرني الناس أجمعين”.
بعد بضعة سنوات من تضرعهم بدأت أحلامهم تصير واقعًا ، فقد حضر مجموعة من الحطابين من أجل أن يحصلوا على الأشجار .
وعندما جاء أحدهم للشجرة الأولى قال “إنّها تبدو شجرة قوية وسأستطيع بيع الخشب لنجار وبدا في قطعها : …. وكانت الشجرة سعيدة ،لأنها كانت تعلم أن النّجار من الممكن أن يصنع منها صندوقا للمجوهرات .
وبالنسبة للشجرة الثانية، قال أحد الحطابين ” إنّها تبدو قوية ، وأنا سيمكنني بيعها لمصنع سفن”، فرحت الشجرة الثانية لأنها علمت أنه من الممكن أن تصير سفينة عظيمة .
وعندما جاء الحطاب للشجرة الثالثة خافت الشجرة لأنها أدركت أن قطعها يعني أن حلمها لن يرى النور أبدا ، وقال الحطاب ” أنا لا أريد شيئا خاصًا من شجرتي لذلك سأخذ هذه
الشجرة ” . ثم قام بقطعها .
عندما وصلت الشجرة الأولى للنجار، صنع منها مزودًا لطعام الغنم . حيث وضع في أحد الحظائر وملؤوه بالقش !!! . وطبعًا لم يكن هذا ما قد صلّت من أجله الشجرة . أما الشجرة
الثانية فقد قُطعت وصُنِعَ منها قارب صيد صغير . وهكذا انتهى حلمها بأن تصير سفينةً عظيمة تحمل الملوك والملكات . أما الشجرة الثالثة فقد قُطعت الى قطع كبيرة وتركت
وحيدة في الظلام . وتوالت السنين ونسيت الأشجار أحلامها .
ولكن في أحد الأيام ، جاء رجل وامرأة للحظيرة ، حيث ولدت المرأة طفلًا ووضعوه في القش الذي في المزود المصنوع من الشجرة الأولى.وكان الرجل قد تمنى لو أمكنه أن يصنع مهدًا
للطفل، ولكن ما حصل هو أنّ هذا المزود صار هو مهد الطفل . استطاعت الشجرة أن تحس بأهمية هذا الحدث وأدركت أنها استضافت أعظم كنز عبر جميع الأزمنة.
وبعد بضعة أعوام ، دخلت مجموعة من الرجال الى قارب الصيد المصنوع من الشجرة الثانية . وكان أحد الرجال متعبًا فذهب لينام . وبينما هم في قلب المياه ، إذا
بعاصفة كبيرة تهب عليهم وفكرت الشجرة أنّها ليست قوية بالدرجة التي تحفظ الركاب آمنين . ولكن الرجال أيقظوا الرجل النائم ، الذي وقف وقال ” سلام ” فإذا بالعاصفة تسكت في الحال . وفي هذا الوقت أدركت الشجرة الثانية أنها قد حملت ملك الملوك في القارب المصنوع منها . وأخيرًا، جاء أحدهم وأخذ الشجرة الثالثة. وحُمِلَت في الشوارع بينما الناس يسخرون من الرجل الذي يحملها. وعندما توقفوا أخيرًا، سُمِّرَ الرجل الذي يحملها ورُفِعَ عاليًا على قمة الجبل وصارت الشجرة أقرب ما يمكن لله !!! ، لأن يسوع قد صُلِب عليها .
والعبرة التي نجدها في هذه القصة ، أنه عندما تكون الأمور لا تسير حسب طريقك ، تذكر دائما إن الله له خطة لك . إذا ما وضعت ثقتك فيه، وهو سيعطيك عطايا عظيمة .
فكل شجرة من الأشجار قد حصلت على ما أرادت، ولكن فقط بطريقة مختلفة عما قد تخيلته .
ونحن لا نعرف دائمًا ما هي خطط الله من أجلنا. ولكننا نتيقّن أن طرقه ليست مثل طرقنا ، ولكن طرقه دائمًا الأفضل على الإطلاق .
وليبارك الله كل واحد فيكم
لأنّه كما علت السماوات عن الأرض هكذا علت طرقي عن طرقكم و أفكاري عن أفكاركم
إشعياء 55 : 9