من خطاب البابا بولس السادس يوم إعلان مار شربل قدّيسًا
في الواقع، مَن لا يُعْجَبُ لدى شربل مخلوف بالوجوه الإيجابيّة، الّتي مكّنه منها إلى درجةٍ نادرةٍ، التّقشّفُ والإماتةُ والطاعةُ والطهارةُ والوحدة. فكِّروا في حرّيته التّامّة أمام المصاعبِ والأهواءِ على اختلافها، بنوعيّةِ حياته الداخليّة بسموّ صلاته، بروحِ العبادةِ الّذي أظهرهُ في قلب الطبيعة، خصوصًا أمام القربان المقدّس، إلى محبّته البنويّة للعذراء؛ وبكلّ هذه الروائع التي وعَدَت بها التطويبات، وتحقّقت لديهِ حرفيًّا، وهي العذوبة والتواضع والرأفة والسلام والفرح، والمشاركةُ منذ هذه الحياة في القدرةِ على الشفاء والاهتداء إلى المسيح. بِوَجيزِ القول، إنّ التقشّف عندهُ وصفةٌ على طريق الصفاءِ التّام المؤدّي إلى السعادة الحقّ، ولقد أفسح التقشّف مجالاً واسعًا للروح القدس
وبعدُ فإنّ ما يُثيرُ التأثّر أن شعبَ الله لم يَنخَدِع، لأنّ قداسة شربل مخلوف قد أشعّت في حياته، فأقبل مواطنوه من مسيحيّين وغير مسيحيّين على تكريمه، ولجأوا إليه لُجوءَهُم إلى طبيب النفوس والأجساد. وبعد وفاته، زاد النور إشعاعًا فوق قبره. وكم من أناسٍ بحثوا عن تقدُّم روحيّ، أو ابتعدوا عن الله، أو كانوا فريسة القلق، لا يزال يجذبهم إليه رجل الله هذا، سيضرعون إليه بحرارة، فيما الكثيرون غيرُه مِمَّن يُقال إنّهُم رسل، لم يترُكوا أيّ أثرٍ مِثل أولئكَ الّذين تحدّث عنهُم الكتاب