أمسكت الشابة بالورد لكى تعده بطريقة جميلة فى “الزهرية” الخاصة بوالدتها المريضة .وكانت الممرضة تراقبها بأهتمام شديد . وإذ بدأت الشابة تضع الورد فى الزهرية قالت لها الممرضة: ماذا تفعلين ؟
فقالت لها الشابة: أعد باقة ورد جميلة لوالدتى المريضة
الممرضة: حقاً أنه ورد جميل ، ووالدتك رقيقة الطبع ومملوءة حباً لك بل ولكثيرين… لكن انتظرى …. لا تضعى الورد فى الزهرية
الشابة: لماذا ؟
قبل أن تجيب الممرضة على السؤال جاءت لها بزهرية أخرى وأهدتها لها ، ثم قالت لها :لا اختي، لا تضعى هذا الورد فى زهرية والدتك ، بل ضعيه فى زهريتك هذه ، فإنه ورد جميلل وأنت شابه تحبى الجمال والرائحة العطرة .. ليبق الورد الجميل معك حتى يذبل وعندئذ ضعيه فى زهرية والدتك
لم تصدق الشابة أذنيها
قالت الشابة للممرضة فى غضب: ماذا تقولين ؟ أتمزحين ؟
الممرضة: لا ياعزيزتى إنى أتحدث بجدية
الشابة: هل أقدم لوالدتى ورودا ذابلة ؟
أبتسمت الممرضة أبتسامة عذبة وأحاطت خصر حنان وهى تقول لها: إنك ابنة وفية وحنونة ومحبة لأنك أصررت على تقديم أجمل ما لديك لوالدتك المريضة، تقدمين لها الورد فى نضرته بجماله ورائحته الذكية ، ولم تفكرى فى متعتك أنت به ولم تنتظرى حتى يذبل ، لئلا يحسب هذا إهانة لها ، وعدم محبة ووفاء
لكننى أود أن أسالك : لماذا تحتفظين بالورود الجميلة لك حتى تذبل لتقدميها لإلهك الذى يحبك ؟…. أما تحسبين هذا إهانة له ؟
فى دهشة تسألت الشابة : كيف ذلك ؟
أجابتها الممرضة: ألهك يطلب قلبك وحياتك وأنت شابة صغيرة ، مملوءة حيوية ونضرة. لكنك تؤخرين نفسك عنه حتى تتقدمى فى الأيام إلى الشيخوخة ، فتقدمين لله حياتك بعد أن تفقدى حيويتك ! وفى نفس الوقت ترددين يإنك تحبينه ! ألا تجدين فى هذا أيضا أهانه له ؟
هب لى يارب أن أقدم أثمن ما فى حياتى لك
وعلى الدوام أنت تطلب منى
” يا ابنى أعطنى قلبك ، ولتلاحظ عيناك طرقى “
فهوذا قلبى وفكرى وكل حياتى بين يديك ألهى