عُرف أشرف الغني جدًا ببخله الشديد وإذ إشترى قطعة حلوى حملها معه في الطريق إلى بيته، لكنها سقطت منه فإمتلأت تراباً حزن على الحلوى، لكنه إذ شاهد شحاذًا يطلب منه صدقة، قدّم له قطعة الحلوى وهو متذمر للغاية
في المساء رأى في حلم أنه جائع جدًا، وإذ شاهد فندقًا ضخمًا إتجه نحوه، فرأى أعدادًا ضخمة من الناس تدخله، كما لاحظ إزدحام الجالسين في المطعم وكثرة عدد العاملين نادى أحد العاملين وطلب منه طعاماً وإذ طال إنتظاره طلب من عاملٍ ثانٍ ثم ثالث فرابع وأخيراً جاءه أحد العمال يحمل قطعة حلوى مملوءة تراباً في غضبٍ شديدٍ
قال أشرف: “أما تعرف من أنا؟ كيف تتجاسر وتقدم لي قطعة حلوى مملوءة ترابًا؟ أتظن أنني أشحذ منك؟ إني رجل غني وأستطيع أن أدفع ثمن طعام كثير
أجابه العامل: “لعلك أخطأت في إختيار المكان يا سيدي”.
– ماذا تُعني؟ ألعلّه لا يوجد لديكم سوى حلوى مملوءة ترابًا؟
– لا يا سيدي، لدينا الكثير من أنواع الأطعمة، وها أنت ترى حولك من يُقدم له طعامًا فاخرًا وبكميات ضخمة
– لتحضر لي طعامًا وأنا أدفع لك ما تريد فإني جائع
– إننا لا نُقدم الطعام مقابل ثمن يدفعه أحد، إنما نقدم ما سبق أن أرسله كل واحدٍ إلينا في أيام غربته على الأرض. هنا مطعم الأبدية، ونحن نخدم البشرية القادمة، فنرد لها ما سبق أن قدمته.
هب لي يا رب أن أستعد ليوم رحيلي،
لأنقل إليك مما قدمت لي،
فأجد لي مكانًا وطعامًا!
أنعم بحبك، وأتمتع بك يا مُشبع النفوس