كان يوجد وزير متفائل يتقبل كل ما يحدث بقلب محب وكان يردد باستمرار عبارة “كله خير ” سواء كان الموقف ايجابيا أم سلبيا
غضب الملك من ذلك ومن كلام هذا الوزير حتى أنه في احدى جولاته للصيد أصيبت عينه بغصن شجرة فأفقدتها البصر فعاد متألما منزعجا وكان ردة فعل الوزير العبارة السابقة نفسها “كله خير ” وهنا لم يحتمل الملك الموقف وصرخ قائلا:هل تعني أن أصاب بالعمى وتعتبر هذا خيرا ؟ وقرر وضع الوزير في السجن عقوبة له
بعد مدة قرر الملك أن يذهب الى الصيد مرة اخرى ,توغل في الغابة وابتعد عن حراسه فهاجمته مجموعة من اللصوص والبشر البدائين ,أوثقوه واقتادوه ليقدم ذبيحة لالهتهم ولكنهم بعدما قرروا ذلك فوجئوا بأن عينه مصابة وهذا لا يجوز لان الذبيحة يجب ان تكون سليمة فتخلوا عنه وحلوا وثاقه وتركوه مرغمين
عاد الملك الى قصره وتذكر عندها قول الوزير الامين فحزن جدا لما فعل وقرر أطلاق سراحه وأتى به اليه أخبره بما حدث وكانت المفاجأة لقد ردد الوزير نفس العبارة “كله خير ” وقال متجها نحو الملك لقد سجنتني يا صاحب الجلالة وكان هذا السجن خير لي لأنه لو كنت معك لقدموني ذبيحة بدلا عنك
ترى هل نتمتع نحن بأخلاق وايمان هذا الوزير وهل نتقبل كل ما يأتي من الله بكل رضا لأنه يحبنا ولن يؤذينا ابدا؟
أم نمضي العمر ونحن نقف ونشكو من كل شيء ومن كل موقف لا ينال اعجابنا وننسى بركات الرب المستمرة التي تنهال علينا صبيحة كل يوم جديد
ساعدنا يا رب لنشكرك باستمرا ونتقبل بكل روح راضية ما رسمته لحياتنا
واكيد طبعا كله للخير