شاب نشأ مسيحياً لكنه عندما كبر رفض الديانة وألحد إنه جميل وصاحب ثروة وتساءل في إحدى الليالي: لكي يصل الإنسان الى درجة يشعر بالسعادة الحقـّة، ماذا يجب عليه أن يفعل؟ في البداية قرّر جمع المال والتمتع بالملذات فراح يعمل ويجمع الملايين ونالته الشهرة ولكنه لم يحصل على السعادة. ثم قرر أن يدرس فإنكب على العلم ونال الشهادات العالية وأصبح دكتوراً ورجل علم له أهميته، الكل يحترمه ويطلب رضاه لكنه بالرغم من ذلك لم يشعر بالسعادة. أخيراً قرر الزواج فتزوّج ملكات العالم وملكات الجمال، لكنه لم يُصب السعادة. فإنهارت عزيمته وأخّ اليأس يدبّ في قلبه والحزن لا يفارقه. ويوماً بينما كان يتمشّى إلتقى بفتاة بسمات الحزن على وجهها تماثل بسمات وجهه الكئيبة، فقرر ملاحقتها وإذا بها تدخل الكنيسة، فيراقبها ويجدها جاثية أمام المصلوب تتضرّع إليه وتتلو الصلوات والتسابيح. فما إن خرجت حتى أصبح وجهها مشعّـاً باهراً يدل على فرح داخلي عميق. تأثر بهذا الأمر لكنه لم يضع ثقته بذلك فأكمل طريقه حيث إلتقى بائع كتب مقدّسة فدعاه لشراء كتاب، وبعد حوار عن صاحب الكتاب، إنه ذاك البطل المشهور الذي يتحدّثون عنه أنّه خلـّص العالم، أتريد أن تضحك عليّ وتبيعني كُتُب خرافية. رقّ قلب البائع على حال أخيه الشاب فقدّم له الكتاب، وطلب منه أن يقرأه ربما يفيده وعلى الأكيد سيفيده. فأخذه الشاب وفي المساء فتحه ووقف أمام نص السامري الصالح الذي ساعد عدوّه، فكّر بالأمر جيّداً وقال : لماذا أنا لا أساعد؟ وفي اليوم التالي إستفاق على صوت أولاد يضحكون ويأكلون أطيب الحلويات فأخذ ينظر إليهم ويراقبهم فيتفاجأ عندما يرى قبالهم ولدان يلعبان بالبحص وينظرون الى الأغنياء ويشتهون ولو قطعة صغيرة من الحلوة فنزل لمساعدتهم وتقديم لهم كل ما يتمنون بعدها شعر أنه سعيد وأن الفرحة ملأت قلبه هذا ما كان يصبو إليه. هذه هي السعادة التي يريدها في حيايته فتوجّه بسرعة الى الكنيسة حيث جثا طويلاً أمام المصلوب وطلب منه السماح متندّماً على أخطائه معترفاً بوجوده مؤمناً به.