في احدى المدن الكبرى وقع حادث سيارة لأحد رجال الاعمال المعتبرين فنُقل بسرعة الى المستشفى حيث أخبره الأطباء أنّ لا امل له في الحياة . كان ايمانه وطيداً في وجود الله في هذه الحياة والحياة الآتية في السماء. كان الموت بالّنسبة له مدخلاً الى حضرة الله
أسرعت عائلته اليه وهو على وشك الموت. وبينما كان يضمّ كل واحد الى صدره كان يتمتم بضع كلمات في أذنه. عزيزتيقال لزوجته، لقد كنت لي بالحق شريكة الحياة. سرنا معاً في النور والظلمة. وكثيراً ما رأيتُ نور الله على محياك. الى اللقاء يا حبيبتي. سأراكِ في الصباح. الى اللقاء
ثم التفت الى ابنه الكبير. يا وليد مجيئك الى عائلتنا كان بركة، أنت تحب الله وعائلتك وتسعى لخدمتهم، استمر في النمو في كل فضيلة مسيحيّة. الى اللقاء يا وليد
كان راشد ابنه الثاني واقفاً بالقرب من وليد. وقع راشد تحت تأثير شرير وخيّب امل والديه به. فأغفله والده وخاطب ابنته الصغيرة. نعمة ، لقد ملأتِ قلوبنا بأعذب الالحان. عندما سلمتِ حياتك للرب يسوع اكتمل فرحنا بك. الى اللقاء يا صغيرتي الى اللقاء
ثم ادار وجهه الى راشد ودعاه الى جانب سريره. راشد كان أملي بك كبيراً … لكنك تعرف انك خيَّبت امل والديك. اتّبعت طريق الهلاك الواسع. لم تصغِ الى دعوة المُخلًص. لكنّي أحبك يا راشد … الله وحده يعرف كم انا احبّك. وداعاً، وداعاً
أمسك راشد يد والده وهو يجهش بالبكاء. أبي، لماذا قلت لي وداعاً وللآخرين الى اللّقاء ؟
يا ابني ، سوف ألتقي بالآخرين في الصّباح لأن كلمة الله تؤكد لنا اللقاء في السّماء … ولكنّ تلك الكلمة الإلهية عينها تؤكد لي أنني لن أراك في الأبدية فوداعاً يا راشد… وقع راشد على وجهه بقرب السّرير وصرخ صرخةَ التّوبة طالباً من الله أن يغفر له خطاياه وأن يجعله انساناً جديداً في المسيح
هل تعني ما طلبت يا راشد ؟ هل انت مخَلَّصْ؟
أجابه الشاب المنكسر القلب، الله يعلم اشواق قلبي
اذاً قد خلَّصك الله ولن يكون وداعاً بل الى اللّقاء يا ابني الى اللقاء. وفي تلك اللحظة عينها لفظ انفاسه الاخيرة
ايّها العزيز، عندما يستولي الظّلام ، ظلام الموت، على حياتك وانت ترقد، هل تقول للذين تحبّهم الى اللقاء أم وداعاً ؟
قال يسوع :انا هو الطريق والحق والحياة ليس أحد يأتي الى الآب الّا بي
لا تضطرب قلوبكم. أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي. في بيت أبي منازل كثيرة. والّا فانّي كنت قد قلت لكم . أنا أمضي لأعدّ لكم مكاناً. وان مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي ايضاً وآخذكم اليَّ حتى حيث أكون أنا تكونون انتم ايضًا