إنسان قضى حياته بحزن وكآبة ، يرى كل شي أسود في هذه الدنيا، ويهرب من كل الناس، ليس لديه لا صديق ولا رفيق. وفي يوم من الأيام، وكانت حالته أصبحت صعبة، قرر أن يمشي بالجبل وبالحقول، وهو يتمشى فوق الضيعة التي يسكن فيها، يلتقي براعي، يغنّي ويرافق الخراف. يقترب منه ويسأله: أراك تغنّي، الظاهر إنك فرح… يجيبه الراعي: طبعاً فرح، الشكر للله، يعطيني نِعَمْ أكثر مما أستحقّ… يضحك الرجل ويقول للراعي: إنت أيضاً من الذين يؤمنون أنّ الله يهتم بنا؟؟ أنت متخلّف. أخبرني، كيف الله واحِدٌ يقدر أن يهتم بنا نحن ملايين الأشخاص على وجه الأرض؟
يجيبه الراعي: الجواب سهل، تعال عُدَّ معي البيوت في الضيعة، كم بيت فيها؟؟؟ يجيب الرجل: لا أعلم فلنحسب فيها 200 بيت. وعاد الراعي وقال له : وبكل بيت، كم شباك وباب فيه؟؟؟ أجابه الرجل: لا أعلم العدد كبير. يجيب الراعي: وكم شمس في بالسما؟ أجاوبه الرجل: شمس واحدة.
بجيب الراعي: ومتل ما شمس واحدة قادرة إن تبعث على كل بيت وكل باب وكل شباك شعاع من حرارتها وأن تعطي النور والدفء لكل بيت، كذلك الله الواحد قادر أن يبعث شعاع من حبه ومن أبوَّتِهِ لكل واحد منا على الرغم من كوننا ألوف وملايين، ويعطي حرارةً لقلوبنا وحُبًا لحياتنا