إخوتي ها نحن في آخر أحد من زمن الصليب، ففي هذا الزمن قد رأينا اناجيل النهايات، التي وكما قال المسيح : ” من ليس معي فهو عليّ” (متى 12/30). ونرى أن الدينونة آتية للجميع، وفي إنجيل هذا الأحد نرى ايضاً وبوضوح فصل الأخيار عن الأشرار، فأبناء اليمين إلى الحياة الأبديّة وابناء الشمال إلى العذاب الأبديّ. إذاً السنة الطقسيّة تبدأ في الإستعداد لميلاد المخلّص، وتنتهي في إنتظار المجيء الثاني، لنرث الحياة الأبديّة.
يقول القدّيس أمبروسيوس : ” اخدموا الفقراء تخدمون المسيح”، فهلمّوا نصنع نحن أيضاً كذلك، وإن لم نستطع التقرّب منهم، فلنخدم المسيح الذي فيهم. فمن ليس فيه المحبة، ليس له نصيب في ملكوت الله. وكما نرى في هذا الإنجيل، أن لا فصل بين الأخيار والأشرار على الأرض (راجع مثل الزؤان متى 13/ 24-30)، لأنّ الربّ يُمهِل ولا يُهمِل، إنّما العدالة ستأتي في المجيء الثاني لينال كلّ منّا عقابه. لكنّ البعض يعيش كأنّ لا دينونة، أو يستخفّون بها قائلين أنّ الربّ رَحوم، فهو سيغفر لنا ذلاّتِنا لأننا صالحين، أو ما شابه، لهؤلاء عليهم الإنتباه، أن لا محاباة ولا مساومات عند الله