بعد احد الكهنة، تذكر الكنيسة الموتى الأبرار والصدّيقين، فهم مَن عرفوا أنّ يعيشوا وفق الإنجيل، فهم العذراء مريم، والرسل والقدّيسين، الذين سبقونا، وكانوا لنا المثال الصالح ليرشدونا الى الله، فهم مثلنا بشر استطاعوا العيش الصالح، من هنا علينا انّ نقتضي بهم كلّ حسب مكانه. واطلب مِن الجميع مراجعة حياته في هذا الأسبوع، لكي يرى إن كان سيصبح مِن ابناء اليمين او اليسار، لأنّ هناك عدد كبير مِن الناس يعيش وكأنّ ليس هناك من محاكمة. فلنبدأ كلّ في عائلته يصلّي، كي تكون عيالنا المسيحيّة الجماعة الصغيرة التي تكوّن الكنيسة، أي شعب الله المختار فنجلس عن يمينه.
إن هذا الإنجيل يبدأ بالآية : ” ومَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ في مَجْدِهِ”، وهذ يدلّ على أنّ المسيح هو الذي سيحاكمنا، ويضع الخراف عن يمينه والجداء عن يساره. إذاً مشاهدة الله الآب هي محصورة للأبناء الصالحين، فهم مَن اعطوا كما كانوا يقدموا شيئاً للمسيح. هنا يشرح لنا المسيح كيفيّة الوصول الى الملكوت عبر طريق العطاء، فهو اعطى ذاته كلياً حتّى الموت على الصليب. إذاً تبدأ طريق الملكوت بالعطاء والخدمة وليس بإدّخار الخيرات للنفس، فمن ليس بحاجة الى القريب، المسيح ليس بحاجة له ايضاً. فيقول المسيح للاخيار : ” رِثُوا الـمَلَكُوتَ الـمُعَدَّ لَكُم مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم”، فهؤلاء سبق لهم واحسّوا بالملكوت مِن على هذه الأرض، امّا الآن فهم بعد القيامة سيرون المسيح ويعيشون معه، امّا الأشرار فهم مّن اختار العذاب