إخوتي، حبّذا لو استقبلنا عيد ميلاد الرب يسوع في هذه السنة بإيمان عميق ومحبّة صادقة، بخطوة إلى الداخل، صادرة من القلب، فنرى نور حبّه وجماله فينا. فيا ليتنا نتعمّق مسيحيًّا أكثر بهذا العيد العظيم، بغوصنا إلى عمق الحياة والقداسة ولا نتوقّف فقط عند الزينة والزيارت والواجبات…. بحيث يأتي العيد وتمرّ سنة بعد سنة ويبقى على صعيد الذاكرة فقط، ولم نتغيّر من الداخل ولو بخطوة تعبّر عن محبّتنا للرب. فمن المهمّ جدًّا نحن المسيحيون أن نسعى إلى البراءة والنقاوة مدى الحياة وأن نقترب من الرب الصالح الذي يشعّ من قلبه البراءة والطهر والوداعة والمحبّة العميقة والسلام. إنّه “أصفى من قلب الأطفال”. هذا القلب الذي يدفق الحياة، يريد أن يملأ قلوبنا من ذاته ويضمّنا إليه بحبّ كبير. فلنقترب منه، ولنسرع إليه
ألمطلوب منّا أيضًا أن ننحني على مثال العذراء مريم ومار يوسف ومار شربل أمام عظمة حبّ الله المتجسّدة، ننحني أمام عظمته الذي يحوي كل القداسة وكلّ المِلْء. وأيضًا. مثل ما انحنى علينا بفعل تواضع عجيب وقبلنا كما نحن ولا يرى فينا إلاّ حبّه وغفرانه، كذلك الأمر يجب علينا أن ننحني إلى بعضنا ونقبل ضعف بعضنا ونسامح هفوات بعضنا البعض
وأخيرًا، إنّه الحب الساكن بأعماق قلوبنا بحبٍّ عجيب، ومن داخلنا يفيض بالحياة الأبدية. إنه سلامنا وفرحنا وغايتنا وخلاصنا، إنّه ميلاد الربّ يسوع على أرضنا، آمين