ها نحن قد وصلنا الى نهاية زمن الصوم، ونحن نستعدّ لدخول اسبوع الألام، فنحن نقف مبتهجين امام المسيح، وقد هيّئنا نفسنا لإستقباله، تائبين عن خطايانا، مستقبلينه في قلوبنا البيضاء، لا بنفسنا المجبولة بالحقد والظلم والخطيئة. ولنهتف “هوشعنا” أي خلّصنا، فهوذا المسيح آتٍ، كملك على قلوبنا، وليس كملكٍ زمنيّ، يتنعّم بالغنى والرفاهيّة، ويقود الحروب. فهو الملك المِثال، الذي علينا التشبّه به، فهو دخل أورشليم، “راكباً جحشاً ابن اتان”، من دون أن يقود حرباً على رؤساء الشعب اليهودي، وهو لم يعتقل يهوذا، وهو كان عارفاً بقصده، بل كان ملكاً حليماً، محباً ، مسالماً، قد خلّصنا بدمِهِ، وليس بإهدار دم جيشه. لكن الشعب اليهوديّ الذي سار معه الله مسيرة اربعين سنة في الصحراء، وقد دخل الى أرض الميعاد، لم يفهم الله عندها، وحتّى عندما جاء المسيح لم يعرفه، بل قام بقتله. فأين نحن الأن من التهيئة لقبول المسيح؟ هل نحن نعيش طبق الإنجيل؟ أم سيأتي إلينا مجدداً شخص مثل غاندي ويقول لنا : ” أعطوني مسيحُكم، وخذوا مسيحيتِكم”؟ أم نريد قتل المسيح مجدداً، مِن خلال تصرفاتنا الغير مسيحيّة، كما قتله اليهود، على عكس اليونانيين الوثن، الذين ارادوا أن يروا المسيح