تأمّل
ها نحن اليوم، ومثل كل أحدٍ، نتعرّف مرّة جديدة إلى عمل يسوع الخلاصي للبشر. فإنجيل هذا الأحد يُظهر محبّة الله الكبيرة التي تجلّت بابنه يسوع المسيح.فهو لا يريد موت الخاطئ بل إنّه يدعوه إلى التوبة والتّكفير عن الذنوب أيًّا كانت طبيعتها. وها إنّه ينتظر كلّ تائبٍ ومرتدٍّ يقرع بابه ليفتح له.
إنّ شوق زكّا العشّار وتوقه إلى رؤية يسوع دفعاه إلى تسلّق الشجرة علّه يراه. إنّها مبادرةٌ أدّت به إلى التوبة، فقد زاره يسوع في بيته وأعطاه الخلاص له ولأسرته.هذه المبادرة قابلتها مبادرة أكبر من قِبَل يسوع، إذ يكفي أن نقوم بالخطوة الأولى، ألا وهي التوبة، لِيَغفر لنا بعدها الله ويخلّصنا.
لقد احتقر اليهود زكّا واعتبروه رجلاً خاطئًا لأنّه يعمل لصالح الإمبراطورية الرومانيّة ويختلسُ لنفسه ممّا كان يجني من المواطنين.لكنّ يسوع بمحبّته له ورحمته الكبيرة جعله يعود عن خطئه ليقوم ويعطي نصف أمواله للفقراء ويعيد ما اختلسه إلى أصحابه. “فإنّ ابنَ الإنسان جاء ليبحث عن الضائع ويخلّصه” (لو 19: 10).
يدعونا هذا الإنجيل إلى التوبة والإلتزام بالتعويض عن الخطأ مهما كان كبيرًا على مثال زكّا العشّار وتغيير السيرة وعدم الغشّ والعمل بمحبّة ومساعدة الفقراء والمحتاجين. كما أنّه يدعونا إلى الإيمان بيسوع المسيح لأنّ الربّ يحبّ أن يُحضِرَ الضالّين إلى ملكوته برحمته اللامتناهية. “اليوم صار الخلاص لهذا البيت” (لو19: 9