إنّ كلّ مؤمن منّا مدعوٌ ليجدّد إيمانه بالمسيح “إبن الله الحي” الربّ المخلّص المنتظر من قِبل الأنبياء، الآتي من قلب الآب، ليصنع كلّ شيء جديدٍ. نحن مدعوّون أن نتجدّد في هذا الإيمان بنعمة الروح القدس على مثال إيمان الرسل الأوائل والكنسية جمعاء منذ تأسيسها
إنّ إرتداد مار بولس هو المثال الأعلى لكلّ تجدّد مسيحي. فعندما ظهر له المسيح بنور ساطع على طريق دمشق، حوّل فكره وقلبه وحياته. ونحن إذا أردنا أن نكون مسيحيين علينا أن نلتقي بالمسيح. وليس من الضروري كما لقيَه مار بولس، بل يمكننا أن نلتقيه من خلال الكتب المقدّسة التي تحكي عنه، من خلال الصلاة الفرديّة والكنسيّة، من خلال أقوالنا وأفعالنا وأعمالنا الصالحة التي تصدر من القلب المستنير بنور ساطع، من خلال إيماننا بالكنسية والالتزام بها، لأنّ حضور المسيح فيها حضور كيانيّ، بالأخص التزامنا بذبيحة القدّاس يوم الأحد الذي هو “يوم الرب” بامتياز، حيث تتجدّد ذبيحة الصليب الخلاصيّة بشكل سريّ وتُقدّم عنّا تعويضًا وتكفيرًا وتقديسًا، فتصبح هذه المشاركة نيل الحياة الجديدة والخيرات الأبديّة
نجدّد إيماننا كما كان يجدّده مار شربل كلّ يوم في حياته بالتزامه المسيحي والرهباني والكهنوتي حيث أخذ المسيح كنزه وحبّه الأوحد وشغف فيه بملء قلبه ووجدانه وعقله. فلنكن نحن على مثاله، آمين