نرى في هذا الإنجيل أن من حفظ وصايا الربّ، يحبّ الربّ، لأن وصاياه اساسها المحبّة، فلا يوجد شخص يحب الله، إلاَّ وكان سلوكه مطابقاً للوصايا. وهو يعرف الله، ويراه لأنه اصبح كلّه محبّة، كما الله. والله يأتي إليه، ويقيم عنده. امّا الذي قال أنّه يحبّ الله، وهو لا يسلك بحسب وصاياه، فهو بكاذب، راجع (1 يوحنا 2/ 4).
ويقول لنا بولس الرسول في رسالته الثانية لأهل كورنتوس: “نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة اللَّه، وشركة الروح القدس مع جميعكم” (13/13)، فهذه الآية تشرح لنا أيضاً أنّ كلّ عمل هو من صنع الثالوث، الإله الواحد. وهذا الروح القدس هو “المعزّي”، أي الذي يعضضنا، لأن العالم سيبغضنا، أمّا عزائنا هو من الله. وكما أن الأرض القفر لا تقدر أن تأتي بثمرٍ ما لم تستقبل ماءً، هكذا كنا قبلاً خشبًا جافًا، ما كان يمكننا أن نحمل ثمر للحياة بدون المطر الفياض الذي من العلا. امّا بعدما اعطانا المسيح الخلاص، و أصبحنا نـقـتبل الروح بعمادنا، أصبح بإستطاعتنا أن نثمر ثمراً جيّداً.
واخيراً، نرى أن المسيح يعطينا السلام، أليس هذا ما يبحث عنه عالمنا اليوم، المملوء حروباً وكرهاً… فمن اراد السلام يعرف الطريق، لأنّه الطريق الحقّ