Enjil Al Yawm-Tafsir- 06/02/11

نرى أن عودة المسيح إلى الجليل هي بسبب رفض أهل الناصرة قبوله، على عكس السامريين(الذين رفضهم اليهود بسبب إختلاطهم بالوثن)، والجليليين(وهم من الأمم أي وثن). ونلاحظ هنا أن الحوار مختصر، عكس الحوار مع نيقوديموس، فهذا الضابط يؤمن بسرعة وبعفوية من دون الجَدَل الطويل والأسئلة الكثيرة التي كان اليهود يَطرحونها وإن آمنوا، وهم الشعب الذي كان عليه أن يكون أكثر الشعوب إستعداداً من غيره ليقبله.
لم يُرِد المسيح أن يشفي الطفل دون أن يعطي الإيمان للاب. هذا الأب المرتبك، لا يعرف كيف يتصرف، بإيمانه السطحيّ. لهذا قال له المسيح : “أَلا تُؤْمِنُونَ مَا لَمْ تَرَوا آيَاتٍ وعَجَائِب؟”. وكلام المسيح ليولّد في قلبه ناراً ليؤمن، لأنّ الإيمان ليس بما نصلّي ونطلب فقط، بل بما نسمع من الله.
وهو يطلب من المسيح أن ينزل إلى بيته كي يتكمن من أن يشفي إبنه، لكن المسيح ليس متعلق بتفكيرنا، فهو يستطيع أن يفعل ما يشاء لأنّه ليس بخاضع لفكرنا، وها هو يشفيه دون أن ينزل إلى البيت.
ولننظر إلى إلحاح هذا الأب في طلب الشفاء الآية 47: ” وكَانَ يَسْأَلُهُ أَنْ يَنْزِلَ ويَشْفِيَ ابْنَهُ الَّذي أَشْرَفَ عَلى الـمَوت.” والآية 49: ” يَا سَيِّد، إِنْزِلْ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ فَتَاي”. الا يجدر بنا النظر إلى الآب السماوي الذي قدّم إبنه ذبيحة عنّا. من جهّة ثانية، للنظر إلى حياتنا الروحية، فيطلب منا المخلص : ” صلّوا ولا تملّوا”، معطينا مثل الأرملة والقاضي الظالم (لوقا 18/1-8)، وهذا ليفهمنا أنّه ليس فقط بطلب واحد نحصل على مبتغانا، ولكن علينا الإيمان، والصلاة والثبات، والمعونة تأتي من عند الله.
وها إن إبنه حيّ جسديّاً، وها هو وأهل بيته أحياء روحيّاً. فالعجيبة ليست هي المهمّة بقدر ما للإيمان من أهمّية. وهذا ما قاله للمخلّع، والإمرأة النازفة، ألذين خُلّصوا بسبب إيمانهم.
و يختم يوحنا هذا النصّ ” تِلْكَ آيَةٌ ثَانِيَةٌ صَنَعَها أَيْضًا يَسُوع ” : “ثانية” أن الإنجيلي ذكر هذا ليكشف عن سمو السامريين الذين آمنوا بالسيد المسيح دون أن يروا المعجزة الأولى أو الثانية، بل قبلوه من خلال تعليمه. يحوي هذا القول أيضًا مديحًا للسامريين، موضحًا أن اليهود بعد أن تمت “آية ثانية” لم يصلوا بعد إلى علو أولئك السامريين الذين لم يبصروا ولا آية واحدة. فالسامرية آمنت هي واهل السامرة، وهذا الضابط الوثني آمن هو وأهل بيته، لكن اليهود لم يؤمنوا البتة، وهذا ليؤكّد لنا تصلّب اليهود من جهّه، وذهاب المسيح ليخلّص كلّ العالم حتّى غير اليهود، لأن رسالته ليست محصورة بهم فقط

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.