مع ميلاد يوحنا بدأ الفرح عند الناس، إذ رأوا خلاص الله وافتقاده لهم قد بدأ، مع آخر أنبياء العهد القديم، الذي سيهيء طريق الربّ. فظهرت رحمة الله على شعبه بدأً بيوحنا، الذي معناه الله تحنّن. وبدأ تدخل الله، عندما رأينا قدرته في حمل أليصابات، التي حملت رغم عائقين : السنّ والعقم. وأيضاً نرى قدرة العلّي، وثمر الروح تظهر في تسمية الإثنين اليصابات وزكريا ولدهما بيوحنا دون سابق تخطيط. فبعد شكّ زكريا وعودته عن خطئه، فهو يفتح فمه من جديد للتسبيح والتهليل. وبدأ الناس بالتعجّب عن هذا الصبيّ “يوحنا”، مَن تراه يكون؟ فميلاده كان عجيباً، فهو نبيّ الله وسيسكن في البريّة كباقي الأنبياء، ليعدّ الشعب، فهم استغربوا عنه ولم يستطيعوا فهمه، فكيف لهم ان يفهموا المسيح وماهية الخلاص. وأيضاً نرى قدرة الله، في تغيير التقاليد والشريعة اليهوديّة، حيث تعدّوها زكريا واليصابات في تسمية يوحنا، وهذا أيضاً كان عجيباً.
ونختم بما بدأ فيه هذا الإنجيل: ” وتَمَّ زَمَانُ إِليصَابَاتَ لِتَلِد”، فهذا الزمان لا يعني فقط الأشهر التسع، لأنها حملت في سن يستحيل فيه الحمل، إذاً هذا زمان عمل الله في كل إنسان. إذ على كلّ منا، الصلاة لتغيير حياته، وقبول كلمة الله والعمل بها، متخطين العقابات كما فعلت اليصابات، فهي تغلّبت على عقمها (هي التي إعتبرت نفسها أنّها ليس لها فائدة بعد)، وتخطّت حُكم وظُلم الآخرين وتعييرهم لها، وهذا ما علينا فعلنا(ولكن ليس علينا نحن أن نحدد الوقت-وعلينا الصمت كزكريا كي نتأمّل جيّداً ونفهم كلمة الله)، كي يمكننا أن نحمل كلمة الله في داخلنا، ونبشّر حقّاً بها الى العالم، فيحلّ الفرح في شعب الله