إن هذا الإنجيل يدلّنا على طريق الفريسي التي يملاؤها التكبّر، وطريق العشّار التي يملاؤها التواضع.
فالكبرياء ليس الاّ المجد الباطل، فهو يعتبر نفسه افضل واكثر الناس برارة، ويتّهم الآخرين بالخطيئة. فالعيش بطريق القداسة ليس مبتغاه التكبّر على الغير. فسلاح الكبرياء منع الفريسيين مثل لصّ الشمال من دخول الفردوس، على عكس التواضع الذي منح العشّار ولصّ اليمين الخلاص. فعمل الفريسي كقول القديس بولس، العمل بدون محبّة لا فائدة منه. فمراد صلاة وصوم الفريسي لم تكن الاّ لتمجيد نفسه وليس لتمجيد الله. على عكس العشّار الذي عرف خطيئته ووقف بعيداً لكن قلبه كان اقرب الى الله.
فلنتعظ إذاً من هذا الإنجيل، فمن تقدّم بالفضيلة ليس عليه أنّ يُرفّع نفسه عن الآخرين ويحكم عليهم، وليس علينا أن نبني انفسنا على حساب الآخرين، كقول المسيح في لوقا 6/37 ” لا تَدِينُوا فَلا تُدَانُوا. ولا تَحْكُمُوا عَلى أَحَدٍ فَلا يُحْكَمَ عَلَيْكُم. إِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُم”. ثانياً، من أراد أن يقرّب صلاته أو قربانه للربّ، ليس عليه أن يكون فيه عيب وإلاَّ سيرفض، والتبرير يأتي من الله