يتوجّه يسوع الى تلاميذه، ومن خلالهم الينا جميعًا ليذكّرنا بآخر الازمنة. يتابع بذلك الخطاب النهيوي الذي قرأنا قسمًا منه الاحد الفائت وكنا قد قلنا ان كثيرًا من شرّاح الكتاب المقدّس يرون في لغة يسوع لغة عصره في التحدث عن الآخرة، اي بعض الشيء لغة المجاز. هذا رأي كثيرين من الشرّاح. فجو الخطاب يجعلنا نفكّر اذن اكثر بالآخرة منه بتفصيل الاحداث
وتأتي رسالة القّديس بولس في هذا الاحد (1قورنتس 19-34) لتذكّرنا بقيامة الاموات. ويصرخ القدّيس بولس: “لا تضلّوا”، اي لا تتبعوا الذين يقولون بعدم قيامة الاموات. فرسالة اليوم والانجيل يذكراننا بشكل واضح بالحياة ما بعد الموت، وهذا امر تأمّل به القدّيسون طويلاً وكان محوريًا في ايمان آبائنا واجدادنا. إلا إن الكثيرين يبالغون في التأمل بالحياة بعد الموت فينتابـهم الخوف الى حدّ الرعب وهذا امر ليس بمسيحي. آخرون للاسف ينسون هذا البعد في حياتـهم فيعيشون واضعين الله بعيدًا عن حياتـهم
قراءات اليوم تذكير لنا بضرورة التفكير بالآخرة، اي التفكير بالله. إنه هو سيّد الماضي والحاضر والمستقبل. الذين يفكّرون بشكل صائب في الآخرة هم الذين لا يعيشون في الخوف او اللامبالاة لأن المحبة تنفي الخوف، كما يقول لنا الرسول. والعيش في المحبة هو العيش الدائم مع الله. إن عشنا معه على هذه الارض فسوف نعيش معه بعد حياتنا هذه، في الحياة الابدية
والتفكير بالآخرة لا يجب ان يبعدنا عن حياتنا اليومية، بل العكس هو الصحيح. فدعوة كل مسيحي هي ان ينقل الابدية الى حياته اليومية وينقل حياته على هذه الارض الى الحياة الابدية
لنا مثال في كل ذلك: مار شربل. فلنقتد به. وليس هو فقط مثالاً. إنه ايضا شفيع قدير. فلنسأله الشفاعة