قال بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس ” وَإِنْ كَانَ الـمَسِيحُ لَمْ يَقُمْ، فَبَاطِلٌ إِيْمَانُكم، وتَكُونُونَ بَعْدُ في خَطَايَاكُم” (15/17). فهذا قول صادق، ويطبّق علينا، إذ كل مرّة نتصرّف كأن لا رجاء وقيامة لنا، فنحن نكون في الخطيئة، وباطل ايماننا، لأن المسيح لم يقم بالنسبة لنا. فما معنى أنّ المسيح قد قام، دون أن يحدث شيء في حياتي؟
لنرى ماذا يعلّمنا هذا الإنجيل. ها نحن نرى النسوة قد حضّرن انفسهن، ليطيبنَ جسد المسيح، لكنهم وجدوا الحجر قد دحرج والقبر فارغ، فما عساه يكون؟ أوّلاً، نرى أن يسوع قد تغلّب على الموت، وهو حقق الخلاص للعالم، مانحاً البشريّة يوماً جديداً، كما كان السبت مكرّساً لليهود، اصبح الأحد يوم الربّ الجديد، حيث كلّ منّا مدعو مثل هذه النسوة للذهاب لرؤية الرب. ثانياً، ما بالنا نتصرّف مثل هذه النسوة كأنّ يسوع لم يقم، فكانوا يفكرّن في الحجر الذي يجب دحرجته، ونسوا أنّه قال لهنّ أنّه سيقوم. وهكذا نحن نصنع امام مصاعب الحياة، نكون ضعفاء بلا رجاء، نقف امام ابواب وكأنها مغلقة، فالمسيح هو رجائنا وعليه إتكالنا، فما بالنا واقفين كمن لا مخلّص لنا؟
فماذا نتعلّم من القبر الفارغ؟ إن المسيح قد غلب الموت، ولم يعد الموت عثرة للبشر، قبلاً أعاد المائتين إلى الحياة، امّا الآن فهو يقول لنا أن القيامة حقّة، وأن هناك حياة جديدة معه بعد الموت. ثانياً، إن الملاك الذي بشّر بالقيامة هو شاب، الذي معناه أنّه مليء بالحياة، فالحياة مع المسيح لا تعرف عدم نضوج الطفولة ولا عجز الشيخوخة. إنما هي دائمة القوة، لا تضعف ولا تشيخ. أما جلوسه عن اليمين يرتدي حلة بيضاء، فيشير إلى حياتنا المقامة في الرب التي ترفعنا لتوجد عن يمين الله، ونلبس حلة الطهارة والفرح.
قد قال الملاك : “أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الـمَصْلُوب. إِنَّهُ قَام”، هنا نرى أن لا فصل بين الموت والقيامة، كما قال يسوع : ” أَلـحَقَّ الـحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الـحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير” (يو12/24). إذاً، لا قيامة لنا من دون صليب، وهذا ما يعطينا رجاء الخلاص والقيامة في مصاعب حياتنا.
إذاً، كيف نطبّق هذا الإنجيل في حياتنا؟ بكل بساطة، كلما سألنا أحد عن الموت في حياتنا نردد مع الملاك “إنّه ليس هنا”. كل من سألنا عن الخطيئة، الغضب، الحسد، الإنتقام، المسبات، الكفر، الزنى، السرقة، الإستغلال …. نقول له ” إنّه ليس هنا، ليس هنا، ليس هنا”. وهكذا حقّاً نسطيع القول المسيح قام، حقّا قام