تضع لنا الكنيسة، في الأحد الثالث من زمن العنصرة، مثل الزارع الّذي يشدّد يسوع من خلاله على سماع كلمة الله بقلبٍ طيّب ونقي، وحفظها والثبات عليها.
فالإيمان بكلمة الله هو الباب والمنفذ إلى الخلاص، هذه الكلمة هي مثل الشمس تشعّ على الأخيار والأشرار. فالأخيار يقبلونها بقلب طاهر وضميرٍ صافٍ وعقلٍ نيّرٍ فتثمر فيهم وتعطي ثماراً كثيرة. أمّا الأشرار فيسمعونها ولكنّها تبقى بعيدةً عنهم ولا تدخل أعماق قلوبهم لأنّها فارغة وسطحيّة ومتحجّرة ومنهمكة بأمور كثيرة وبشهوات هذا العالم الزائل.
وقد كانت أمثال يسوع أداة لإفهام أسرار الملكوت لعامة الناس من دون استثناء. فالمسيح يريد أن تصل كلمته إلى قلب كلّ إنسان لأنّ رسالته جامعة وشاملة فهو يريد خلاص البشريّة وافتداءها بأسرها.
هذا الإنجيل دعوة لنا إلى تنقية القلب وجعله تربة خصبة من أجل استقبال كلمة الله بصدر رحب، وحفظها والعمل بمشورتها.
كلمة الله نسمعها وتأتي إلينا مثل النسمة في الريح، لذلك وجب علينا أن نكون مستعدّين لقبولها في كلّ زمان ومكان وفي اللحظة الآتية من حياتنا. لنكن دائماً مستعدّين لأنّنا لا ندري متى تأتينا.