هذا الأحد هو أحد تقديس البيعة ومعه افتتاح السنة الطقسيّة، التي شبهتها الكنيسة بالسنة الشمسيّة. فكما أنّ الأرض تدور حول الشمس لاتخاذ النور والحرارة والحياة فينتج عنها أربعة فصول على مدار السنة، كذلك في السنة الطقسيّة الكنسيّة تدور الكنيسة أي جماعة المؤمنين حول سرّ المسيح سرّ الحياة والنور والحب، فتتأمل في تدبيره الخلاصي، حيث يصبح تتميم تدبيره الخلاصي هذا الذي أتمّه وحقّقه من ألفين سنة، آنيًّا يتفاعل مع المؤمنين بقوّة الروح القدس على مدار سنة كاملة بشكل تصاعدي، إبتداءً من شهر تشرين الثاني بأربعة فصول: الميلاد (التجسّد)، آلام الرب وموته وقيامته (زمن الصوم)، حلول الروح القدس (العنصرة) وزمن الصليب. فكلّ هذه الفصول تتوزّع على سبعة أزمنة
في أحد تقديس البيعة، تضع لنا الكنيسة مقطعًا من إنجيل متى (16/13-20) وهو بمثابة قلب الإنجيل بحسب متّى. فيسوع محور التاريخ والإنسان. لذلك تعلن الكنيسة اليوم إيمانها مع مار بطرس أنّه “المسيح إبن الله الحي”، الفريد بحكمته وقدرته الذي يحقّق ملكوت الله فينا، وترى أيضًا فيه وعلى مثال الرسل أنّه القدّوس. وهذا هو إيماننا وإيمان الكنيسة جمعاء. لذلك نحن مدعوّون إلى القداسة، لأنّ الذي اتّحد بنا وخوّلنا أن نكون أبناءً لأبيه السماوي هو قدّوس
إنجيل اليوم هو دعوة ملحّة للسعي إلى القداسة والمثال الأعلى الذي يتمثّل بالقدّيسين (القدّيس شربل مثلاً)، فهم نموذج، تقدّمهم الكنسية لنا لكي نمارس التوبة والتجدّد والفضائل والأمانة في حياتنا لنعمة الله التي فينا، أي في وجداننا وفي أجسادنا وعمق ذواتنا، وهذه النعمة “أفاضت علينا بغزارة”. فدعوة يسوع لنا هي أن نكون قدّيسين، كما هو قدّوس وحالّ في القدّيسين، أي نحن مدعوّون إلى القداسة