في هذا الأحد، نبدأ بثلاثة تذكارات للموتى تسبق زمن الصوم، وذلك بحسب الّليتورجية المارونيّة. وهي: تذكار الكهنة، الأبرار والصديقين، وتذكار الموتى المؤمنين
في أحد الكهنة، نذكر بصلاتنا إخوتنا الكهنة المتوفّين، وللكهنة الأحياء لكي يظلّوا أمناء في تكريسهم ورسالتهم الكهنوتيّة
في إنجيل اليوم، الكاهن هو الوكيل والمؤتمن على الخدمة الموكولة إليه من قبل الرب. هذه الخدمة تتطلّب الأمانة والثبات فيها. أي أن يكون أمينًا للمسيح وللأسرار التي بين يديه، إذ عليه أن يعيش بالتقوى والقداسة والنقاوة، وأن يسهر دائمًا على النفوس الموكولة إليه ويعطيهم الطعام في حينه” ونقصد بالطعام كلام الله، وجسد الرب ودمه. يقول قداسة البابا بندكتوس السادس عشر في مقابلة معه حول سرّ الكهنوت، إنّ غاية الكهنوت هو: “أن ينال كلّ إنسان الإيمان الذي بواسطته يدخل في تاريخ يسوع المسيح”. ويتابع: إنّ “خدمة الكاهن تهدف في جوهرها إلى تمكين المؤمن من الدخول في عالم الروح القدس بحيث يضحي هذا الروح، وهو روح المسيح، روح كلّ مؤمن”. ويتمّ هذا الاتحاد مع المسيح بقوّة الروح القدس من خلال “كلمة الإنجيل والأسرار ولاسيّما المعموديّة والقربان
تأمّلوا يا إخوتي كم هي عظيمة خدمة الكاهن. إنه يعطينا نعمة المسيح من خلال خدمته، هذه النعمة لا تثمّن في الوجود على الإطلاق. لذلك علينا أن نشكر الله عليه وأن نصلّي دائمًا لأجله ونعضده بمحبّتنا. إنه منّا وفينا وابن بيئتنا ومجتمعنا. فبالرغم من عظمة خدمته، إنه إنسان لابس الضعف وبحاجة إلينا لكي نقف معه وبجنبه لكي يحفظه الله وينجّيه من شرور عديدة تحيط به
إذًا، من واجبنا الأخلاقي أن نصلّي أولاً لكهنتا المتوفين، لكي يريحهم الرب في ملكوته، ونصلّي أيضًا للكهنة الأحياء لكي يعطيهم الرب نعمة القداسة والأمانة للخدمة الموكولة إليهم. قدّسنا الله جميعًا، آمين