حينئذٍ إن قال لكم أحد: هوذا المسيح هُنا أو هناك! فلا تُصدِّقوا
فسوفَ يقومُ مُسحاءُ كذبةٌ وأنبياءُ كذبة، ويأتون بآياتٍ عظيمةٍ وخوارق، ليُضلّوا المختارين أنفسهم، لو قدِروا
ها إنِّي قد أنبأتُكم
فإن قالوا لكم: ها هوَ في البريّة! فلا تخرجوا، أو: ها هوَ في داخل البيت! فلا تصدِّقوا
فكما البَرْقُ يومِض مِنَ المشارِقْ، ويسْطَعُ حتى المَغارِبْ، هكذا يكونُ مجيءُ ابن الإنسان
حيثُ تكونُ الجُثَّة هناكَ تجتَمِعُ النُّسور
وحالاً بعْدَ ضيقِ تِلك الأيام، الشَّمسُ تُظلِمُ، والقمرُ لا يُعطي ضوءَهُ، والنُّجومُ تتساقَطُ من السَّماء، وقواتُ السَّماواتِ تتزَعزع
وحينئذٍ تظهَرُ في السماءِ علامَةُ ابن الإنسان، فَتَنْتَحِبُ قبائلُ الأرضِ كلِّها، وترى ابن الإنسانِ آتياً على سُحُبِ السَّماءِ بِقُدْرَةٍ ومَجْدٍ عظيم
ويُرسِلُ ملائِكَتُهُ يَنفخونَ في بوقٍ عظيم، فيَجمَعونَ مُختاريهِ من الرِّياحِ الأربع، مِنْ أقاصي السَّماواتِ إلى أقاصيها
****************
نتأمّل في هذا الأحد المبارك بمجيء ربّنا يسوع المسيح الثاني الذي سيتم بوضوح وجلاء وفجأة وبسرعة مثل البرق، فيخطف الأبصار، ولا يمكن أنْ يُخفى عن الأنظار. ويشدّد يسوع أنّ مجيئه لن يتمّ في شكل غامض، ولن يكون هناك أدنى شكّ في أنَّه هو وسيكون ظاهرًا لكلّ إنسان ولا يمكن للعين إلاّ أن تراه، ولن تكون هناك فرصة لإعادة التفكير أو المساومة. فالاختيار الذي اخترناه، سيقرّر مصيرنا الأبدي. وكلّ انسان اختار الطريق الخطأ سيبكي وينوح نوحًا عظيمًا لأنّه سيعرف وسيتحقّق من أنّ كلمة الله التي سخِر منها وما قبلها هي الحقيقة الوحيدة الثابتة والمطلقة، وفرصة الخلاص الأبدي قد هربت منه
وعلامة ابن الإنسان التي رأى فيها آباء الكنيسة القديسين، الصليب، بل المسيح عينه الذي صُلب ومات حقًّا وقام وانتصر وصار في المجد، تُظهر ضلال قبائل الأرض التي رفضت تعليم المسيح الحقّ والاعتراف به. لذلك يُحذّر يسوع في هذا الإنجيل، المؤمنين به من المعلّمين الكذبة الذين لا تتّفق رسالتهم مع رسالة الله في الكتاب المقدس. ولا يمكننا معرفة الأنبياء الدجّالين والمسحاء الكذبة وتعليمهم الخاطئ إلاّ برجوعنا الى كلمة الله التي هي نور للنفس، والايمان بها، والثبات عليها، حتى متى جاء ابن الانسان ثانية، يعترف بنا كخاصته، لأنّ يسوع المسيح وحده رجاؤنا ومخلِّصنا