في الغد، لمّا سمع الجمع الكثير، الذّي أتى إلى العيد، أنَّ يسوع آتٍ إلى أورشليم
حملوا سَعَفَ النّخلِ، وخرجوا إلى مُلاقاته وهم يصرخون: هوشعنا! مباركٌ الآتي باسم الربّ، ملك إسرائيل
ووَجد يسوع جحشًا فركِبَ عليه، كما هو مكتوب
لا تخافي، يا ابنة صهيون، هوذا ملكُكِ يأتي راكبًا على جحشٍ ابنِ أتان
وما فَهِمَ تلاميذه ذلكَ، أوّل الأمر، ولكنّهم تذكّروا، حين مُجّد يسوع، أنّ ذلك كُتِبَ عنهُ، وأنّهم صنعوه له
والجمعُ الذّي كان مع يسوع، حين دعا لعازر من القبر وأقامه من بين الأموات، كان يشهدُ له
مِن أجل هذا أيضًا لاقاه الجمعُ، لأنّهم سمعوا أنّه صنعَ تلك الآية
فقال الفرّيسيّون بعضهم لبعض: أُنظروا: إنّكم لا تنفعون شيئًا! ها هو العالم قد ذهب وراءه
وكان بين الصاعدين ليسجدوا في العيد، بعضُ اليونانيّين
فَدَنا هؤلاء مِن فيلبُّس الذي مِن بيتَ صيدا الجليل، وسألوهُ قائلي: يا سيّد، نريدُ أن نرى يسوع
فجاء فيلبّس وقال لأندراوس، وجاء أندراوس وفيلبّس وقالا ليسوع
***************
مشهد يسوع الممتطي جحشًا، والداخل أورشليم، يجعلنا نفكّر بذلك القويّ، الكليّ القدرة، الّذي تواضع، وكان هدفه الوحيد الخلاص. فلنصرخ له “هوشعنا! مبارك الآتي باسم الرب”. في عيد الشعانين هذا، فلنلجأ إلى براءة الأطفال، ولنستقِ منها طيبةً نتوجّه بـها إلى الله محيينا. دخل يسوع الملك أورشليم، مدينة السلام، “راكبًا على جحشٍ ابن أتان”، ليطهّرها ويجعلها مكان العبادة الحقيقيّة. وهو علّم السامريّة أنّ العبادة الحقيقيّة لله تسمو فوق المكان. وبذلك، بيّن لها، ولكلّ إنسان، أنّ كلّ واحدٍ بإمكانه أن يكون المدينة التي تستقبل يسوع، إذا عبد الله بالروح والحقّ، إذا جعل داخله طاهراً ونقيًّا، منقًّى من الغشّ والسوء والكذب. بذلك، نصبح نحن أورشليم، مدينة الملك، المدينة المطهّرة المنقّاة لاستقبال ملكها. أمام هذا الملك العظيم، يسوع، نصرخ: “هوشعنا”، أي “خلّصنا”، فيكون صراخنا تسبيحاً لقدرته الخلاصيّة
في عيد الشعانين، فرحةٌ فريدة للأطفال. وعلى هذه الفرحة أن تكون فرحة الكبار بالأطفال. يفرح الكبار لأنّهم يلجأون، بشعورهم، إلى براءة هؤلاء الأطفال، الّذين يستقبلهم يسوع بقوله: إنّ لمثل هؤلاء ملكوت السماوات