حينئذٍ يشبهُ ملكوتُ السَّماواتِ عشْرَ عذارى أخذْنَ مصابيحَهُنَّ وخرجْنَ إلى لقاء العريس
خمْسٌ منْهنَّ جاهلات، وخمسٌ حكيمات
فالجاهلاتُ أخذنَ مصابيحَهُنَّ ولمْ يَأْخذنَ معهُنَّ زيتاً
أمّا الحكيماتُ فأخذنَ زيتاً في آنيَةٍ مع مصابيحِهِنَّ
وأبطَأ العريسُ فنعسْنَ جميعهُنَّ، ورقدْنَ
وفي منتصفِ اللَّيل، صارت الصَّيحَة: هوذا العريس! أُخْرُجوا إلى لقائهِ
حينئذ قامتْ أًُولئك العذارى كلُّهنَّ، وزيَّنَّ مصابيحهنَّ
فقالت الجاهلاتُ للحكيمات: أَعطيننا منْ زيتكُنَّ، لأنَّ مصابيحنا تنطفىء
فأجابت الحكيمات وقلن: قدْ لايكفينا ويَكْفيكُنَّ. إذهبْنَ بالأحرى إلى الباعة وآبتَعن لكنَّ
ولمّا ذهبنَ ليبتعنَ، جاء العريس، ودخلتِ المستعدّاتُ إلى العرس، وأُغلق الباب
وأخيراً جاءت العذارى الباقيات وقلْنَ: يا رَبُّ, يا ربُّ, افتَحْ لَنا
فأجابَ وقال:ألْحَقَّ أقول لكنَّ، إنّي لا أعْرفكُنَّ
إسهروا إذاً، لأنَّكم لا تعلمونَ اليوم ولا الساعة
*************
إنجيل اليوم يشدّد على السهر والانتظار روحيًّا، كما يشدّد على الاستعداد الدائم لمجيء الرب في حياتنا. فمهما تأخّر مجيؤه، علينا أن نكون بحالة الثبات والترقّب والعمل، وأن تكون حياتنا مليئة بالأعمال الصالحة، لكي نستحقّ أن ندخل معه، على مثال العذارى الحكيمات، إلى الملكوت السماوي. هذا الأمر، يتطلّب منّا عيش اللّقاء مع الرب لحظة بلحظة، لأنّ ساعة الموت، هي اللّقاء الأخير والحاسم مع الرب
إنجيل اليوم هو مجيء العريس في ساعة لا يعرفها أحد من النفوس الأمينة المنتظرة والساهرة على خلاص نفسها بالمصابيح المضيئة وبزيت الأعمال الخيّرة. هو يشير إلى الموت الحتميّ الذي يقتضي منّا أن نسهر وننتظر في كلّ لحظة من حياتنا. فمن خلال خير الحياة وعطايا الرب لنا، نستطيع أن نحصل على الحياة التي هي الله بالذات
بعض أقوال القدّيس يوحنّا الذهبي الفم عن مثل العذارى
“وماذا تعني الأبواق وماذا يقول الصراخ؟ هوذا العريس يأتي”. عندها، أصلَحْنَ مصابيحهنّ، فقالت الحمقى للفطنات: “أعطينا من زيتكنّ”. إنّه يدعوهنّ مرّة أخرى حمقى، مظهرًا أنّه لا شيء يمكن أن يكون أكثر حماقة من الذين هم أثرياء هنا، ويرحلون عراة إلى هناك، حيث سيحتاجون إلى الإنسانيّة وإلى الكثير من الزيت. لكنهنّ لم يكنّ حمقى من هذه الناحية فقط، بل أيضًا لأنهنّ انتظرن أن ينَلْنَه هناك، ولأنّهنّ طلبْنَه في غير أوانه
“ماذا نتعلّم من هذا الآن؟ لا يستطيع إنسانٌ أن يحميَنا هناك إن خانتنا أعمالُنا. “لهذا لا بدّ أن نجمع الزيت هنا ليكون مفيدًا لنا هناك عندما يستدعينا الوقت (أي الموت)، فهذا الوقت لا ذاك هو وقت تجميع (الزيت). فلا تنفق مالك إذًا عبثًا على الرفاهيّة والملذّات واقتراف الخطايا والمجد الباطل لأنك ستحتاج إلى الكثير من الزيت هناك”. لذلك يقول لنا الرب “إسهروا إذًا، لأنّكم لا تعلمون اليوم ولا الساعة