فلمّا خرجَ قالَ يسوع: ألآنَ مجّدَ ابنُ الإنسانِ ومُجّدَ الله فيه
إنْ كانَ الله قد مُجِّدَ فيه، فالله سيُمجّدُهُ في ذاته، وحالاً يُمجّدهُ
يا أولادي، أنا معكم بعدُ زمنًا قليلاً. ستطلبونني، ولكن ما قلتهُ لليهودِ أقولهُ لكم الآن: حيثُ أنا أمضي لا تقدرونَ أنتم أن تأتوا
وصيّةً جديدةً أُعطيكم، أن تحبّوا بعضكم بعضًا. أجل، أن تحبّوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم
بهذا يعرفُ الجَمِيعُ أنّكُم تَلاميذِي، إن كانَ فِيكُم حُبُّ بَعضُكم لِبعِض
****************
في صفحات الكتاب المقدّس إعلان دائم أنّ الربّ ممجّد، أي أنّ اسمه عالٍ، وهو أسمى من أيّ آخر. هو الله الذي لا إله غيره، الله الغيور الذي لا يرضى آلهة أخرى تجاهه. إنّه لا يرضى آلهة أخرى تجاهه لأنّ خلاص الإنسان همّه الأكبر. والخلاص يكمن في الإعتراف بأنّ الله هو الممجّد وحده. ومجّد الله ابنه منذ الأزل، وأظهر مجد الابن للناس بأن تجسّد الإبن ومات وقام. إنجيل اليوم، كلام عن هذا المجد، وتذكير للإنسان بأنّ الربّ هو وحده الربّ الممجّد، ولا ربّ سواه. إنّه الممجّد، أي المرتفع فوق كلّ أمر وفوق كلّ بشر. إنّه صاحب المرتبة الأولى في حياة الإنسان. هذا ما يجب أن يكون
وصيّة المحبّة
الله محبّة. هذا ما تعلّمنا إيّاه رسالة يوحنّا الأولى (1يو4: 8، 16). وفي إنجيل يوحنّا، وصيّة يتركها يسوع لتلاميذه قبيل آلامه وموته. إنّها وصيّة المحبّة. لكنّ الربّ يحدّد أنّها وصيّة جديدة، لأنّه يطلب منهم أن يحبّوا بعضهم بعضًا، كما هو أحبّهم. إنّه، بالطبع، نداء إلى كلّ مؤمن. وإن كان يسوع يدعو كلّ مؤمن إلى محبّة إخوته المؤمنين، ومن بعدهم جميع الناس، كما هو أحبّ التلاميذ، فإنّها دعوة إلى كلّ مؤمن للقراءة المتأنّية للإنجيل، ليتيقّن المؤمن كيف احبّ الربّ تلاميذه. ولعلّ أهمّ نقطة نستطيع التأمّل فيها في هذا الإطار، هي أنّ محبّتنا بعضنا لبعض، يجب أن تتمّ بالرغم من ضعف الآخر، بالرغم من أنّ هذا الآخر، لن يستطيع المجيء إلى منطق محبّتنا، ربّما في مراحل متعدّدة ومتكرّرة. هكذا كانت محبّة الربّ يسوع
إنّ الربّ أعطى محبّته للجميع، لكن هناك من صدّها ورفضها وخانها. على غرار الربّ، نعطي محبّتنا ونعلم أنّ كثيرين قد يتصدّون لها أو يرفضونها أو يخونونها. ولكن فلنصرّ على المحبّة. أمثولة الربّ يسوع في عطاء ذاته، هي مقياس تصرّفنا ومحبّتنا بعضنا لبعض
خاتمة
عسانا في هذا الأحد المبارك، وفي كلّ يوم من أيّام حياتنا، نضع نصب عيوننا الربّ الممجّد، فلا نتأخّر في المجيء إلى منطق القيامة. ولنحبّ بعضنا بعضًا، كما هو أحبّنا