حينئذٍ يشبهُ ملكوتُ السَّماواتِ عشْرَ عذارى أخذْنَ مصابيحَهُنَّ وخرجْنَ إلى لقاء العريس
خمْسٌ منْهنَّ جاهلات، وخمسٌ حكيمات
فالجاهلاتُ أخذنَ مصابيحَهُنَّ ولمْ يَأْخذنَ معهُنَّ زيتاً
أمّا الحكيماتُ فأخذنَ زيتاً في آنيَةٍ مع مصابيحِهِنَّ
وأبطَأ العريسُ فنعسْنَ جميعهُنَّ، ورقدْنَ
وفي منتصفِ اللَّيل، صارت الصَّيحَة: هوذا العريس! أُخْرُجوا إلى لقائهِ
حينئذ قامتْ أُولئك العذارى كلُّهنَّ، وزيَّنَّ مصابيحهنَّ
فقالت الجاهلاتُ للحكيمات: أَعطيننا منْ زيتكُنَّ، لأنَّ مصابيحنا تنطفىء
فأجابت الحكيمات وقلن: قدْ لايكفينا ويَكْفيكُنَّ. إذهبْنَ بالأحرى إلى الباعة وآبتَعن لكنَّ
ولمّا ذهبنَ ليبتعنَ، جاء العريس، ودخلتِ المستعدّاتُ إلى العرس، وأُغلق الباب
وأخيراً جاءت العذارى الباقيات وقلْنَ: يا رَبُّ, يا ربُّ, افتَحْ لَنا
فأجابَ وقال:ألْحَقَّ أقول لكنَّ، إنّي لا أعْرفكُنَّ
إسهروا إذاً، لأنَّكم لا تعلمونَ اليوم ولا الساعة
***********
مثل العذارى العشر هو إحدى التشابيه التي يُعطيها الإنجيلي متّى عن سرّ الملكوت. إلى ماذا يرمز هذا المثل، وما علاقته بحياة الكنيسة اليوم؟ العذارى العشر هنّ صورة عن المؤمنين بيسوع المسيح الذين يحملون بشارة الإنجيل المرموز إليها بالمصباح، وهم ينتظرون ظهور يسوع الثاني، بالسهر والثبات. خمسٌ من هؤلاء العذارى حكيمات لأنهنّ “أخذن زيتًا في آنيتهنّ”، والزيت في الآنية هو دلالةٌ على نعمة الله في القلب، النعمة الممنوحة بواسطة الروح القدس، وهي تعطينا الرجاء أنّ المسيح سوف يأتي في حياتنا وعند ساعة مماتنا، وسوف يأتي في المجد الاخير . أمّا الجاهلات اللواتي “م يأخذن معهنّ زيتًا”، فيرمزن إلى المسيحيين بالاسم، الذين ليس فيهم قلب يؤمن بعمل الرب في حياتهم، والذين شيئًا فشيئًا يفقدون الرجاء بأنّ المسيح سيأتي. الخطر المحدق بهؤلاء العذارى هو النعاس الذي يدلّ على حالة بعض المسيحيّين الذين فقدوا حقيقة مجيء يسوع كموضوع انتظارهم ورجائهم
لن يطول ثبات هؤلاء العذارى لأنّ صيحة الفرح بوصول العريس ستُعلن مجيئة، وعندئذٍ سيدخل المستعدّون فقط إلى العرس، هذه الصيحة هي صوت الإنجيل المدوّي في ظلمة ليل الجهل والضياع والشر والخطيئة وعدم الاكتراث، الذي يوقظنا كي نتخلّى عن كلّ ما يعوقنا كي نكون دائمًا مستعدّين للقاء المسيح. علينا إذًا أن نبقى ساهرين لملاقاة الرب، وسهر القلب هذا يكون على ضوء زيت المحبّة التي أوصانا بها يسوع، المحبة لله وللإنسان، لأنّه بدون المحبّة في قلب الإنسان تُصبح حياته كلا شيء