لماذا أبرأ يسوع ممسوساً أعمىً أخرساً؟
أعجوبة شفاء يسوع لممسوس أعمى أخرس تدلّ على أنّه يحنو على البشريّة ويشفيها من أمراضها الروحيّة والجسديّة حتّى لو كانت هذه الأمراض مزمنة ومستعصية.
وصلت رسالة يسوع إلى الناس، لأنّهم أحسوا بأنه ابن داوود، أي أنه هو المسيح وهو يقوم بهذه الأفعال بسلطانٍ إلهي.
لكنّ الفرّيسيّين بدلاً من أن يكونوا أوّل من يلاحظ هذه الحقيقة اعتبروا أن يسوع لا يصنع العجائب بقوة الله, فحاول الربّ إفهامهم أنه يفعل كلّ هذا لأنه ابن الله.
أراد يسوع، بطرده الشياطين، أن ينبّه الفريسيّين أنّ ملكوت الله قد أقبل وأنّ انتصاره على المرض والشرّ في هذه الأعجوبة يُنبئ بانتصاره التام على الموت والظلمة بموته و قيامته.
ولكن رفض الفرّيسيّين ليسوع يعود إلى حب السلطة والمال، كلّ هذا جعلهم يبتعدون عن يسوع ويرفضونه، لأنّه يشكّل خطراً كبيراً عليهم، فَهُم زعماء الشعب وثقة الناس بيسوع قد تبعد الناس عنهم.
ردّة فعل الفرّيسيّين هي دلالة على رفضهم لعمل الله فيهم، بدلاً من أن يشعروا بروح الله الذي دلّ الشعب بأنّ يسوع الذي يشفي المرضى ويطرد الشياطين هو ابن الله.
ماذا تعني لنا هذه الأعجوبة؟
كلّما اقتربنا من يسوع، وعملنا إرادته، أصبحنا محرّرين من روح هذا العالم. فهو مات وقام كي يخلّصنا من الشرّير ومن سلطته علينا، لذلك لن نقبل إلا يسوع ملكاً على حياتنا فهو لا يطلب شيئاً لنفسه ولا يملك بالقوّة والسيف بل يحترم حرّيتنا ويدعونا كي نصبح أبناءً لله و إخوةً له.
يسوع يعلّمنا أيضا أن نقول الحقيقة دائما، لذلك علينا أن نقبل الروح القدس لأنّه روح الحق، ورفضنا للروح القدس هو رفضٌ للحقيقة، من هنا يسوع ينبهّنا أننا متجهون نحو الهلاك إذا أصرّينا على الكذب ورفض الحقيقة.
علينا إذا ًأن نلتزم بالحقيقة مهما كان ثمنها، حتى لو كان هذا الثمن الموت على الصليب كما مات يسوع.