ثمّ دخلَ أريحا وبدأ يجتازها
وإذا رجلٌ اسمهُ زكّا، كان رئيسًا للعشّارين وغنيًّا
وكان يسعى ليرى مَن هو يسوع، فلم يقدر بسبب الجمعِ لأنّهُ كان قصير القامة
فتقدَّم مُسرعًا وتسلَّقَ جُمَّيزةً لكي يراه، لأنّ يسوع كان مُزمعًا أن يمرّ بها
ولمّا وصَلَ يسوع إلى المكان، رفعَ نظَرهُ إليه وقال لهُ: يا زكّا، أسرِعْ وانزِلْ، فعليَّ أن أُقيمَ اليومَ في بيتكَ
فأسرعَ ونزلَ واستقبلهُ في بيته مسرورًا.
ورأى الجميع ذلكَ فأخذوا يتذمّرون قائلين: “دخلَ ليَبيتَ عند رجلٍ خاطئ
أمّا زكّا فوقف وقال للربّ: يا ربّ، ها أنا أُعطي نِصفَ مُقتنياتي للفقراء، وإن كنتُ قد ظلمتُ أحدًا بشيء، فإنّي أرُدُّ لهُ أربعةَ أضعاف
فقال له يسوع: أليومَ صارَ الخلاص لهذا البيت، لأنَّ هذا الرَّجُل هو أيضًا ابنٌ لإبراهيم
فإنَّ ابْنَ الإنْسَانِ جَاءَ لِيَبْحَثَ عَنِ الضّائِعِ وَيُخَلِّصَهُ
****************
يُظهر لنا، إنجيل هذا الأحد، محبّة الله الكبيرة التي تجلّت بابنه يسوع المسيح وعمله الخلاصي. فهو لا يريد موت الخاطئ بل توبته. وها إنّه ينتظر كلّ تائبٍ ومرتدٍّ يقرع بابه ليفتح له. إنّ شوق زكّا العشّار وتوقه إلى رؤية يسوع دفعاه إلى تسلّق الشجرة علّه يراه. إنّها مبادرةٌ أدّت به إلى التوبة، فقد زاره يسوع في بيته وأعطاه الخلاص له ولأسرته. هذه المبادرة قابلتها مبادرة أكبر من قِبَل يسوع، إذ يكفي أن نقوم بالخطوة الأولى، ألا وهي التوبة، لِيَغفر لنا بعدها الله ويخلّصنا. فبمجرّد أنّ زكّا سعى لرؤية يسوع، وقَبْلَ أن يراه، رفع يسوع نظره وناداه. لقد احتقر اليهود زكّا واعتبروه رجلاً خاطئًا لأنّه يعمل لصالح الإمبراطورية الرومانيّة ويختلسُ لنفسه ممّا كان يجني من المواطنين. لكنّ يسوع بمحبّته له ورحمته الكبيرة جعله يعود عن خطئه ليقوم ويعطي نصف أمواله للفقراء ويٌعيد ما اختلسه إلى أصحابه. “فإنّ ابنَ الإنسان جاء ليبحث عن الضائع ويخلّصه” لو 19/ 10
يدعونا هذا الإنجيل إلى التوبة والإلتزام بالتعويض عن الخطأ مهما كان كبيرًا على مثال زكّا العشّار وتغيير السيرة وعدم الغشّ، والى الانفتاح على الله والآخر والعمل بمحبّة ومساعدة الفقراء والمحتاجين. كما أنّه يدعونا إلى الإيمان بيسوع المسيح لأنّ الربّ يحبّ أن يُحضِرَ الضالّين إلى ملكوته برحمته اللامتناهية. “اليوم صار الخلاص لهذا البيت” لو19/ 9