وقامَ قبلَ طلوع الفجرِ، فخرجَ وذهبَ إلى مكانٍ قفر، وأخذَ يُصلّي هناك
ولَحِقَ به سمعانُ والذّين معهُ
ووجدوهُ فقالوا لهُ: ألجميعُ يطلبونَكَ
فقال لهم: لنذَهبْ إلى مكانٍ آخر، إلى القُرى المُجاورة، لأكرزَ هُناك أيضًا، فإنّي لهذا خرَجْتُ
وسارَ في كلّ الجليل، وهو يكرزُ في مجامعهم ويطردُ الشّياطين
وأتاهُ أبرصُ يتوسَّل إليه، فجثَا وقال لهُ: إنْ شِئْتَ فَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تُطَهِّرَنِي
فتحنَّنَ يسوع ومدَّ يدهُ ولَمسَهُ وقال له: قَدْ شِئْتُ، فَاطْهُرْ
وفي الحال زالَ عنهُ البَرص، فطَهُرَ
فانتهرَهُ يسوع وصرفَهُ حالاً
*******************
في إنجيل هذا الأحد المبارك، قصّة بائس اجتاحه مرضٌ فتّاك. وكان يسوع قد صلّى وأظهر اتّحاده الخاصّ مع الآب، فلاقاه ذلك البائس وصرخ: “إن شئت، فأنت قادر ان تُطهِّرني”. أعطاه يسوع الطهارة الحقيقيّة وطهّر بحضوره المكان الّذي كان الأبرص يعيش فيه. هذه المحطّات التأمّلية، تُدخلُنا في سرّ الله ومحبّته للبشر وإرادته الخلاصيّة
قبل ملاقاة الأبرص، استرسل يسوع في الصلاة، وقال بعدها: “إنّي خرجت… لأكرز، وسار في كلّ الجليل، وهو يكرز في مجامعهم ويطرد الشياطين”. يسوع هو ابن الله، متّحد به دومًا. ومع ذلك، كان لنا مثالاً، كبشرٍ، باللجوء إلى الصلاة، من أجل الاتحاد بالله، ومن أجل معرفة إرادته فينا وفي رسالتنا الحياتيّة. حكاية يسوع مع الصلاة، هي حكاية كلّ واحدٍ منّا. فلنقتدِ بربّنا ولنفتّش عن هنيهات الوحدة في حياتنا، نبتعد فيها عن الصخب والضجيج ونلاقي أبانا السّماوي، لنتّحد به ونعرف إرادته في حياتنا
قصّة الأبرص تحرّك فينا الشعور الإيماني، حين كان منبوذاً من الجميع، صرخ إلى ذلك الآتي من أجل الضعفاء، صرخ إلى يسوع: “إن شئتَ فأنتَ قادرٌ أن تطهّرني”، فكان الجواب: “قد شئتُ فاطهر”. بُرء، طهارة ونظرة نيّرة: هذه هي مفاعيل لقاء إيماني مع الربّ. فلنختبره