ومتى جاءَ ابنُ الإنسان في مجدهِ، وجميع الملائكة معهُ، يجلسُ على عرش مجده
وتُجمَع لديه جميع الأمم، فيُميّز بعضهم من بعض، كما يُميّز الرّاعي الخِراف من الجداء
ويُقيم الخِراف عن يمينه والجداء عن شماله
حينئذٍ يقول الملكُ للذّين عن يمينه: تَعَالَوْا، يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ إِنْشَاء ِالْعَالَم؛
لأنّي جُعتُ فأطعمتموني، وعطشتُ فسقيتموني، وكنتُ غريبًا فآويتموني
وعُريانًا فكسوتموني، ومريضًا فزرتموني، ومحبوسًا فأتيتُم إليَّ
حينئذٍ يُجيبُهُ الأبرار قائلين: يا ربّ، متى رأيناكَ جائعًا فأطعمناك، أو عطشانَ فسقيناك؟
ومتى رأيناكَ غريبًا فآويناك، أو عُريانًا فكَسَوناك؟
ومتى رأيناك مريضًا أو محبوسًا فأتينا إليك؟
فيُجيبُ الملكُ ويقول لهم: ألحقّ أقول لكم: كلّ ما عَمِلتُموهُ لأحد إخوتي هؤلاء الصِّغار، فليَ عَمِلتموه
ثم يقول للذّين عن شِماله: إذهبوا عنِّي، يا ملاعين، إلى النّار الأبديّة المُعدّة لإبليس وجنوده؛
لأنّي جُعتُ فمَا أطعمتموني، وعطشتُ فما سقيتموني
وكنتُ غريبًا فما آويتموني، وعُريانًا فما كَسَوتموني، ومريضًا ومحبوسًا فما زرتموني
حينئذٍ يُجيبُهُ هؤلاء أيضًا قائلين: يا ربّ، متى رأيناك جائعًا أو عطشانَ أو غريبًا أو مريضًا أو محبوسًا وما خدَمناك؟
حينئذٍ يُجيبهم قائلاً: الحقَّ أقول لكم: كلّ ما تعملوه لأحد هؤلاء الصِّغار، فلي لم تعملوه
ويذهب هؤلاء إلى العذاب الأبديّ، والأبرار إلى الحياة الأبديّة
******************
تتذكّر الكنيسة في هذا الأحد المبارك الأبرار والصدِّيقين الّذين عاشوا بحُسن السِّيرة ومخافة الرّب وعَمِلوا بمشيئته القدّوسة وصنعوا البرّ، فكانت وجوههم تُشِعُّ بنور المسيح. قرأوا الكتاب المقدّس وصلّوه وتأمّلوا في كلّ كلماته وغمرت المحبة قلوبـهم، فاستحقّوا أن يكونوا تلاميذ المسيح ورسله، حاملين صليبه، ومُعلنين بشارة السّلام والإيمان والرجاء والمحبّة
يدعونا إنجيل هذا الأحد الى أن نساعد كلّ مُحتاجٍ، وأن نرى في كلّ إنسان وجه المسيح يسوع “فكلّ ما عملتموه لأحد إخوتي هؤلاء الصِّغار، فلي عملتموه”، حتى نسمع صوته يقول لنا: “تعالوا، يا مباركي أبي، رثوا الملكوت المعدَّ لكم منذ إنشاء العالم
تتجلّى صورة المسيح المصلوب في كلّ إنسانٍ، جائع، وعطشان، وغريب، ومريض، ومحبوس، فهو الذي شابـهنا في كلّ شيء ما عدا الخطيئة وحمل أوجاعنا وعاهاتنا. الله خلقنا بفيضٍ من حبّه على صورته ومثاله، وأعطانا أن نُحبَّ بعض