من هو العبد الأمين الحكيم الّذي أقامه سيِّدهُ على أهل بيته، ليعطيهم الطّعام في حينه؟
طوبى لذلك العبْد الَّذي يجيء سيِّده فيجده فاعلاً هكذا
ألحقَّ أقولُ لكم: إنَّه يقيمه على جميع ممتلكاته
ولكن إنْ قال ذلك العبْد الشّرّير في قلبه: سَيتأخّر سيِّدي
وبدأ يضرِب رِفاقه، ويأكل ويشرب مع السكّيرين
يَجيءُ سيِّد ذلك العبد في يوم لا ينتظرُهُ، وفي ساعة لا يعرِفها
فيفصله، ويجعل نصيبه مع المرائين. هناك يكون البكاء وصريف الأسنان
*************
نتأمّل في بشارة هذا الأحد بمصير الإنسان لدى مجيء ربّنا يسوع المسيح الثاني. فيُشدِّد يسوع في مثل العبد الأمين الحكيم، على ثواب العبد الأمين الساهر في انتظار مجيء سيّده، وعلى عقاب العبد المتخاذل والسّيّء واللاهي والكسول وفصله عن الجماعة لأنّه اعتقد أنّ موعد مجيء سيّده يتأخّر
قدَّم الرب يسوع لنا هذا المثل ليوضح بجلاءٍ أكثر، معنى الاستعداد لمجيئه الثاني، وكيف يجب أن نحيا حتى مجيئه؟ من هنا، هذا الإنجيل دعوة لنا إلى السهر والثبات والمثابرة من دون ملل، والعيش بصدق، والعمل بمحبّة وتواضع، وأن نكون أمناء للخدمة الموكولة إلينا من قبل الربّ، مثل العبد الحكيم الأمين. وأن نقضي وقت الإنتظار في نشر كلمة الله والعمل من أجل بناء ملكوته والاستفادة من الوقت والوزنات والنِّعَم التي أعطانا إياها الربّ، حتّى تصبح حياتنا فعل شكرٍ نقدّمها له. لقد أعطانا الله الحياة وما فيها من صحّة وقوّة لنستخدمها من أجل بعضنا البعض، أي لخدمة بعضنا البعض. فلنكن نحن أيضا أسخياء كما كان الله سخيًّا معنا ولا نتلهّى بقشور الحياة التي تثيرنا بعض الأحيان، ولكنها في ما بعد تظهر على حقيقتها أنها فارغة زائلة لا خير فيها