وفي تلك الأيام، قامت مريم وذهبتْ مُسرعةً إلى الجبل، إلى مدينةٍ في يهوذا
ودخلت بيت زكريّا، وسلَّمت على إليصابات
ولمّا سمعت إليصابات سلام مريم، ارتكض الجنين في بطنها، وامتلأت من الرّوح القدس
فهتفت بأعلى صوتها وقالت: “مباركةٌ أنتِ في النّساء، ومباركةٌ ثمرة بطنكِ
ومن أينَ لي هذا، أن تاتي إليَّ أمُّ ربّي؟
فها منذ وقعَ صوتُ سلامكِ في أذنيَّ، ارتكضَ الجنينُ ابتهاجًا في بطني
فطوبى للتّي آمنت أنّه سيتمُّ ما قيلَ لها من قِبَل الربّ
******************
فلمّا سمعت أليصابات سلام مريم : سلام مريم هو سلام الملاك، أي سلام الله وسلام يسوع المسيح نفسه. السلام أستودعكم سلامي أعطيكم، لا كما يُعطي العالم أُعطي أنا
ومباركة ثمرة بطنك! : العذراء مريم شجرة الحياة بدل الثمرة المرّة التي أعطتنا إيّاها حوّاء فأدخلت إلى العالم الخطيئة والموت. أعطتنا العذراء مريم، حوّاء الجديدة، ثمرة مباركة أدخلت إلى العالم الخلاص والنعمة والحياة
من أين لي هذا، أن تأتي إليّ أمّ ربّي؟ ” “كيف ينـزل تابوت الرّب عندي؟” (2مل 6/9-12). العذراء مريم تابوت العهد الجديد. تابوت العهد القديم يحوي جرّة المنّ، وعصا هارون ولوحيّ الوصايا. مريم حَوَتْ خبز الحياة النازل من السماء؛ إنّها عصا هارون التي أفرخت؛ وهي الممتلئة نعمة، لأنّ الشريعة أُعطيت على يدّ موسى وأمّا النعمة والحقّ فعلى يد يسوع المسيح… فمن ملئه أخذنا جميعاً، نعمة تلوَ نعمة أعطنا ربِّ أن نكون رسل خلاص وفرح وسلام، فنبشّر بكلمتك يوماً بعد يوم، فنستحقّ منك الطوبى التي وعدت بها العاملين بمشيئتك، لتولد في قلوبنا بالنعمة، ممتلئين من روحك القدّوس، على مثال مريم التي ما زالت الأجيال تطوّبها جيلاً بعد جيل. آمين