فقال الربّ: مَن تُراه الوكيل الأمين الحكيم الذّي يُقيمُهُ سيّدهُ على خدَمِهِ، ليُعطيهم حصّتهم من الطَّعام في حينها؟
طوبى لذلك العبد الذّي، متى جاءَ سيّدهُ، يجدهُ فاعلاً هكذا
حقًّا أقول لكم: إنّه يُقيمه على جميع مُقتنياته
أمّا إذا قال ذلك العبدُ في قلبهِ: سيتأخَّر سيّدي في مجيئه، وبدأ يضربُ الغلمان والجواري، يأكل ويشرب ويسكَر
يجيءُ سيّد ذلك العبد في يومٍ لا ينتظرهُ، وفي ساعةٍ لا يعرفها، فيفصِلهُ، ويجعل نصيبهُ من الكافرين
فذلك العبدُ الذّي عرف مشيئة سيّده، وما أعدَّ شيئًا، ولا عَمِلَ بمشيئة سيّده، يُضرَب ضربًا كثيرًا
أمّا العبدُ الذّي ما عرفَ مشيئة سيّده، وعَمِلَ ما يستوجِب الضَّرب، فيُضرَب ضربًا قليلاً, ومَن أُعطيَ كثيرًا يُطلبُ منه الكثيرُ، ومَن ائتُمِنَ على الكثيرِ يُطالَبُ بِأكثرَ
*******************
يُحدِّثنا إنجيل أحد تذكار الكهنة عن مصير “الوكيل الأمين الحكيم الذي يُقيمه سيِّده على خَدَمِهِ”، وعن مصير الوكيل الخائن الذي لا يعمل بمشيئة سيّده. تُريد الكنيسة أن تقول لنا، من خلال هذا الإنجيل، أنّ الكاهن هو الخادم، على مثال المسيح “ما جئتُ لأُخدَم بل لأَخدُم”، الذي اؤتمن من قِبَلِ الله على خدمة الكلمة والأسرار والمؤمنين والسهر على حياتهم الرّوحيّة، مُوَجِّهًا أنظاره دومًا الى صليب المسيح يسوع، مُواظبًا على الصلاة والكرازة، “مُتغذِّيًا بكلام الإيمان” كلام البشرى السّاره لأنّه “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكلّ كلمة تخرج من فم الله”، مثالاً للمؤمنين “بالكلام والسّيرة والمحبة والإيمان والعفاف”، مُبتعدًا عن “الخرافات التافهة، حكايات العجائز”، مُروِّضًا نفسه “على التقوى لأنّ لها وعد الحياة الحاضرة والآتية”، وطالبًا ” ملكوت الله وبرّه”، عائشًا بالنور والقداسة
نسأل الله، في هذا الأحد المبارك، أن يفتقدنا دومًا بأساقفة وكهنة قدّيسين، يكونون رُسُلاً وشهودًا لكلمتك القدّوسة، مُتمِّيمين مشيئتك الإلهيّة، لكي تظلّ الكنيسة مصباحًا، ومنارة إشعاع وجه المسيح في هذا العالم المظلم