يبدأ هذا الإنجيل بالإحصاء الذي امر به القيصر وهذا الإحصاء يشمل المدن والبلاد التي يسيطر عليها الأمبرطور الروماني والذي كان يُعدّ في حينها العالم المتقدّم، إذاً هذا الإحصاء هو لكي يُظهر هذا الأمبرطور عظمته وسلطانه على البشرية التي يسيطر عليها. لذلك ذهب يوسف ومريم إلى بيت لحم في اليهوديّة لتسجيل اسميهما لكونهما من بيت داود وعشيرته، “لكونهما” لأن الزواج كان يتمّ بين الرجل والمرأة من سبط واحد كما حددت الشريعة. ولماذا هذا الإكتتاب إذ اراد الله ان يكتتب اسمه كبشر، وان يكون المخلّص لجميع البشر، ونصبح ابناء الله اي ان تكتتب اسمائنا في السماء، لأنّه هو ملكنا. اذاً ذهبوا الى بيت لحم الذي معناه بيت الخبز لكي يصير المسيح هو خبز الحياة. وهو البكر، هذا لا يعني ان له اخوة في الجسد، بل كل فاتح رحم يدعى بكراً (عد 18: 15). وهنا هو بكرنا، هو ابن الله الوحيد ونحن به اصبحنا ابناء الله اي اخوة له هو بكرنا، وهو سيكون بكرنا في القيامة من بين الأموات. يقول القديس القدِّيس غريغوريوس النزينزي : ” وُلد في مذود ليرفعكم إلى المذبح، جاء إلى الأرض ليرفعكم إلى السماء،لم يجد له موضعًا إلا في مذود البقر، لكي يعد لكم منازل في السماء (يو 14: 2)، وكما يقول الرسول: “إنه من أجلكم افتقر وهو الغني لكي تستغنوا أنتم بفقره” (2 كو 8: 9). فميراثي هو فقر المسيح، وقوَّتي هي ضعف المسيح.
وعلينا التأمل ان هذا المسيح الملك، لم يولد في قصر ولا حتى في بيت، ولم يسمع عنه الملوك ولا حتى الكهنة، إنما ظهر الملاك للرعاة، فهم خافوا خوفاً عظيماً، واتوا ليسجدوا لمن سيكون الراعي الصالح. وهؤلاء يرمزون الى الرسالة المسيحيّة الجديدة التي تنص ان نكون رعاة حقيقيّن وان نبشر بالمسيح.
وقد وُلِدَ المسيح مِن امرأة ليزيل الخطيئة واللعنة التي حلّت بحوّاء المرأة الأولى. فهو يقدّس احشاء كل امرأة لتلد البنين بالنعمة والقداسة وليس بالخطيئة. هذا ما قاله الملائكة، المجد لله في العلى اي انه ليس في السماء من خطيئة وهكذا “على الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر” اي لتصبح الأرض مملوئة تسبيحاً كالسماء.
اذاً اخوتي لنكون نحن ايضاً نجسدّ ميلاداً صادقا هكذا فيعم الفرح عند الجميع. وينعاد عليكم بالقداسة