وجاء يسوع إلى نواحي قيصريّة فيليبُّس، فسأل تلاميذه قائلاً: مَن يقول النّاس إنّي أنا ابنُ الإنسان؟
فقالوا: بعضهم يقولون: يوحنّا المعمدان؛ وآخرون: إيليّا؛ وغيرهم: إرميا أو أحد الأنبياء
قال لهم: وأنتم مَن تقولون إنّي أنا؟
فأجاب سمعان بُطرس وقال: أنتَ هو المسيح ابنُ الله الحيّ
فأجاب يسوع وقال له: طوبى لكَ يا سمعان بنَ يونا! لأنّه لا لحمَ ولا دَمَ أظهَرَ لك ذلك، بل أبي الذّي في السّماوات
وأنا أيضًا أقولُ لكَ: أنتَ هو بطرسُ، أي الصّخرة، وعلى هذه الصّخرة سأبني بيعتي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها
سأُعطيكَ مفاتيح ملكوت السّماوات، فكلّ ما تربُطُه على الأرض يكون مربوطًا في السّماوات، وما تحلّه على الأرض يكون محلولاً في السَّماوات
حينئذٍ أوصى تلاميذه ألاّ يقولوا لأحدٍ إنّه هو المسيح
*****************
يفتتح أحد تقديس البيعة، السنة الطقسية، التي هي زمن مقدّس، غايته إشراكنا نحن المؤمنين في تدبير الله الخلاصي. تتقدّس الكنيسة بالمسيح يسوع، شمس البرّ والنور الحقّ: “أَنَا هُوَ نُورُ العَالَم. مَنْ يَتْبَعنِي فَلَنْ يَمْشِيَ في الظَّلام، بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الـحَيَاة” يو 8/ 12
تدور الكنيسة حول المسيح، من خلال السنة الطقسيّة، وتُجدِّد إيمانها به وتستمدّ نور الكلمة وحياة النعمة، وتعيش أحداث التدبير الخلاصيّ، كما تدور الأرض حول الشمس، بحركة لولبية وصيرورة مستمرة، لكي تشهد دوماً لحضور الله فيها، وتعلن أنّ القداسة هي دعوتُها السُّميا، وأنّ الله جعلها جماعة القدّيسين
فالكنيسة هي بناءُ المسيح الحيّ، وجسده السرّي. يُثبِّتُها بالقداسة ويُوطِّد أركانها على الإيمان، ويرصف حجارتها بالمحبة، فلا تقوى عليها أبواب الجحيم. أحبّها المسيح محبة فريدة، محبة العروس لعروسته “فَبَذَلَ نَفسَهُ عَنْهَا، لِكَي يُقَدِّسَهَا مُطَهِّرًا إِيَّاهَا بِغَسْلِ الـمَاءِ والكَلِمَة، حَتَّى يَزُفَّهَا إِلى نَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَة، لا وَصْمَةَ فيهَا ولا تَجَعُّد، أَو مَا يُشْبِهُ ذلِكَ، بَلْ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً لا عَيْبَ فيهَا” أف 5/ 25- 27
قومي استنيري أيتها البيعة المقدّسة، فإنّ نورَكِ وافى، ومجد الربِّ أشرق عليك. فتسير الأمم في نورك والملوك في ضياء إشراقِكِ
قومي استنيري، لأنّ الرّب القدّوس قد أفاض عليك من قداسته، وأخرج من بنيكِ القدّيسين