جَاءَتْ أُمُّ يَسُوعَ وَإِخْوَتُهُ، ووَقَفُوا في الخَارِج، وأَرْسَلُوا إِلَيْهِ أُنَاسًا يَدْعُونَهُ
فقَالُوا لَهُ والجَمْعُ جَالِسٌ حَوْلَهُ: هَا إِنَّ أُمَّكَ وإِخْوَتَكَ في الخَارِجِ يَطْلُبُونَكَ
فأَجَابَهُم قَائِلاً: مَنْ أُمِّي ومَنْ إِخْوَتي؟
ثُمَّ أَجَالَ نَظَرَهُ في الجَالِسِينَ حَوْلَهُ وقَال: هؤُلاءِ هُم أُمِّي وإِخْوَتي
لأَنَّ مَنْ يَعْمَلُ بِمَشِيئَةِ ٱللهِ هُوَ أَخي وأُخْتِي وأُمِّي
وعَادَ يَسُوعُ يُعَلِّمُ عَلَى شَاطِئِ البُحَيْرَة. وٱحْتَشَدَ لَدَيْهِ جَمْعٌ كَثِير، حَتَّى إِنَّهُ صَعِدَ إِلى السَّفِينَةِ وجَلَسَ فِيها، عَلَى البُحَيْرَة، فيمَا كانَ الجَمْعُ كُلُّهُ عَلَى اليَابِسَة، عِنْدَ الشَّاطِئ
وكانَ يَسُوعُ يُعَلِّمُهُم بِأَمْثَالٍ كَثِيرَة، ويَقُولُ لَهُم في تَعْلِيمِهِ
إِسْمَعُوا: هُوَذَا الزَّارِعُ خَرَجَ لِيَزْرَع
وفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ وَقَعَ بَعْضُ الحَبِّ عَلَى جَانِبِ الطَّرِيق، فجَاءَتِ الطُّيُورُ وأَكَلَتْهُ
ووَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ في أَرْضٍ صَخْرِيَّةٍ تُرَابُها قَلِيل، فنَبَتَ في الحَالِ لأَنَّ تُرَابَهُ لَمْ يَكُنْ عَمِيقًا
ولَمَّا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ ٱحْتَرَق، وإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ يَبِسَ
ووَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ بَيْنَ الشَّوْك، فطَلَعَ الشَّوْكُ وخَنَقَهُ، فَلَمْ يُعْطِ ثَمَرًا
ووَقَعَ بَعْضُهُ الآخَرُ في الأَرْضِ الجَيِّدَة، فطَلَعَ ونَمَا وأَثْمَر، فحَمَلَ واحِدٌ ثَلاثِين، وآخَرُ سِتِّين، وآخَرُ مِئَة
ثُمَّ قَال: مَنْ لَهُ أُذُنَانِ سَامِعَتَانِ فَلْيَسْمَع