وفيما كانوا سائرين، دخَلَ يسوع إحدى القُرى، فاستقبلتهُ في بيتها امرأةٌ اسمُها مَرتا
وكانَ لِمرتا أُختٌ تُدعى مريم. فجَلَسَتْ عندَ قدَمَي الرَّبّ تسمع كلامَهُ
أمَّا مرتا فكانت مُنهمكةً بكثرةِ الخدمة، فجاءت وقالت: يا ربّ، أمَا تُبالي بأنَّ أُختي تركَتْني أخدُمُ وحدي؟ فقُلْ لها أن تُساعدَني
فأجاب الربُّ وقال لها: مَرتا، مَرتا، إنَّكِ تـهتمّينَ بأمورٍ كثيرة، وتضْطَربين
إنَّما المطلوب واحد! فمريم اختارَتْ النَّصيب الأفضل، ولَن يُنزَع منها
***********
نتأمّل في هذا الأحد المبارك في شخصيّتَي مرتا ومريم اللتين استقبلتا يسوع، فراحت مريم تـهتمّ بأمور كثيرة، وحدها، بينما أختها مريم جلست عند قدميّ يسوع تسمع كلامه، ما كان رأي يسوع بكلّ من الشقيقتين، و ما هو المطلوب الأساسي الذي علينا أن نسعى إليه في حياتنا؟
عرفت مريم حقيقة ما تريد، فأتت وجلست عند قدميّ يسوع تستمع إلى كلماته، فيعطيها كلمة الحياة التي تجعلها تكمل الطريق بثقة و شجاعة و تتقدّم نحو الأفضل، لكن مرتا و لأنـها منهمكة بأمورِ كثيرة، هي على وشك أن تنسى نفسها لذلك ينبّهها يسوع على أنه يجب عليها أن تقتدي بشقيقتها مريم فتتوقّف قليلاَ و تتأمّل بما تفعل كي تعطي معنىً لحياتها
لا يوبّخ يسوع مرتا لأنّها متفانية في عملها، و لكنّه يريد منها أن تعير انتباهاً أكبر إلى كلمة الله في حياتها، لأنّها تعطيها القوّة والعزم كي تنطلق بنشاط أكبر إلى عملها و تبعد عنها التأفف و الضجر
قد ننسى أحياناً كثيرة بسبب انـهماكاتنا اليوميّة المطلوب الأوحد فنتغنّى بإنجازاتنا الكثيرة من دون أن نلجأ إلى أعماقنا و نتأمّل كلمة الله. عودتنا إلى كلمة الله ضروريّة في حياتنا اليوميّة، فمن خلالها يكلّم الله كلّ واحدٍ منا في أي زمان أو أيّ مكانٍ. فكما نغتذي بالطعام المادي الذي هو ضروريّ لأجسادنا علينا أيضاً أن نلتقي حول كلمة الإنجيل التي تغذي العقل والقلب والروح. إحتفالنا الإفخارستي هو قِمّةٌ في حياتنا الروحيّة، لأننا فيه نلتقي حول مائدة الكلمة كي نصغي إلى كلمة الله و نغتذي بها، ونتناول جسد الرب ودمه عربوناً للحياة الجديدة
كلّما تغذّينا من كلمة الله و عملنا بها نقترب من يسوع و من كلمته فنصبح قادرين أكثر فأكثر على مساعدة إخوتنا و الإنطلاق بثقة أكبر إلى الرسالة و العمل