ودعا يسوع تلاميذه الإثني عشر، فأعطاهم سُلطانًا يطردون به الأرواح النّجسة، ويشفون الشَّعب من كلّ مرضٍ وكلّ علّة
وهذه أسماء الرّسل الإثني عشر: الأوّل سمعان الذّي يُدعى بطرس، وأندراوس أخوه، ويعقوب بنُ زبدَى، ويوحنّا أخوه
وفيليبُّس وبَرتلماوس، وتوما ومتّى العشّار، ويعقوب بنُ حلفى وتدَّاوس
وسمعان الغيور، ويهوذا الإسخريوطي الذّي أسلمَ يسوع
هؤلاء الاثنا عشر أرسلهم يسوع، وقد أوصاهم قائلاً: لا تسلكوا طريقًا إلى الوثنيّين، ولا تدخلوا مدينةً للسّامريّين
بل اذهبوا بالحريِّ إلى الخراف الضّالّة من بيت إسرائيل
وفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ، نَادُوا قَائِلينَ: لَقَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ
****************
يعود بنا إنجيل الأحد الخامس من زمن العنصرة إلى دعوة يسوع لتلاميذه الإثني عشر وإعطائهم السلطان لطرد الأرواح النجسة وشفاء المرضى. أشرك يسوع الرسل في سلطانه وأرسلهم يبشّرون بكلمة الإنجيل ويُعلنونها للخراف الضالّة من بيت إسرائيل، مُنادين باقتراب ملكوت السماوات. اختار يسوع الرسل الإثني عشر من عامّة الشعب (صيّادي سمك، جباة ضرائب…) ليكونوا نواة الكنيسة وجماعتها الأولى من أجل أن يحملوا البشارة ويتابعوا رسالته؛ رسالة الخلاص والمحبّة
تبع الرسل المسيح وساروا وراءه تاركين العالم وخيراته واضعين أيديهم على المحراث وحاملين الصليب ومشاركينه آلامه ومُصغين ومُتنبّهين لإلهامات الروح القدس الذي قادهم إلى إعلان الكلمة. جابَهَ الرسل الاضطهاد بقوّة الروح القدس والصلاة وبالثبات والمثابرة حتى النهاية فنالوا إكليل الظفر، وكانوا المثال من جيل إلى جيل لكلّ مؤمن ببشارة الخلاص
إنجيل اليوم دعوة لنا لكي نكون من الرسل الإثني عشر من أبناء الكنيسة بمواظبتنا على الصلاة وكسر الخبز والمشاركة وتعليم الرسل. يدعونا اليوم يسوع المسيح كما دعا الرسل من ألفي سنة إلى اتّباعه ونشر ملكوته؛ ملكوت الخير والسلام، ملكوت الرجاء والإيمان، ملكوت العدل والحقّ، ملكوت الكلمة. اختار يسوع الرسل لكي يكونوا قدوةً في التعليم والتبشير والخدمة حتى نسير على خطاهم؛ خطى السيّد المسيح بـهَدي الروح القدس، روح القوّة والشجاعة والمشورة والفهم