وبعد ثمانية أيّام، كان تلاميذ يسوع ثانيةً في البيت، وتوما معهم. جاء يسوع، والأبواب مُغلقة، فوقف في الوسط وقال: ألسّلام لكم
ثمّ قال لتوما: هاتِ إصبعكَ إلى هنا، وانظُرْ يديَّ. وهاتِ يدكَ، وضعها في جنبي. ولا تكن غير مؤمنٍ بل كُنْ مؤمنًا
أجاب توما وقال له: ربِّي وإلهي
قال له يسوع: لأنّكَ رأيتني آمنت؟ طوبى لمن لم يروا وآمنوا
وصنع يسوع أمام تلاميذه آياتٍ أخرى كثيرةً لم تدوَّن في هذا الكتاب
وإنما دوِّنَتْ هذه لكي تؤمنوا أنّ يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم، إذا آمنتم، الحياة باسمه
***************
سمعنا في إنجيل الأحد الجديد كلمة يسوع إلى التلاميذ: “السّلام لكم”. إنّه السلام الذي وعدهم به. إنّه سلام الربّ، الذي يزيل كلّ اضطراب. السلام الحقيقيّ الذي لا يُنزع من الإنسان، هو ذاك الآتي من عند الربّ. لا شيء في هذه الدّنيا، ولا أيّ إنسان، يستطيع أن يمنح سلامًا يدوم. الربّ وحده كفيل بإعطاء السّلام. ولا مجال إلى أن ينعم الإنسان بهذا السّلام، إلاّ إذا دخل في علاقة متينة وقويّة مع الربّ، إلاّ إذا اعترف أنّ يسوع القائم من بين الأموات، هو ربّه وإلهه الوحيد، ولا ربّ ولا إله له غيره. وهذا ما فعله توما
حين ظهر يسوع القائم من بين الأموات، هتف الرسول توما وصرخ صرخة مدويّة متوجّها إليه: “ربّي وإلهي”. رأى ضياء القائم المنتصر يشعّ ويزيل ظلمة شكّه، فانحنى أمام الحقيقة التي تيقّنها. إنّها صرخة يهتف بها كلّ منّا، عندما يشعر حقًّا بحضور الربّ في حياته. صرخة “ربّي وإلهي”، هي الإعتراف بأنّ يسوع المحبّ، هو الربّ الوحيد لي. أتبعه وأتمثّل به كيف عاش، وأعترف بحقيقة قيامته. فلنسمع ختامًا قول الرسول بطرس: الذي تحبّونه وإن لم تروه، وتؤمنون به وإن لم تشاهدوه الآن، وبه ستبتهجون ابتهاجًا مجيدًا لا وصف به، عندما تبلغون غاية إيمانكم أي خلاص نفوسكم