إن المسيح يؤكّد انه اتى للجميع وخاصة للخطأة، فهو يدخل منزل الفريسي ويقبل توبة المرأة الخاطئة التي تستحق الرجم حسب الشريعة.
إن هذه المرأة هي فعلاً تائبة، إذ عرفت مكانتها عند اقدام المسيح، وعبّرت عن توبتها بقبول المسيح مخلصاً لها. على عكس الفرّيسي الذي دخل المسيح الى بيته ولكن ليس الى قلبه. فالفريسي لم يقدِّم ماء لغسل قدَّمي المسيح أما المرأة فقدَّمت دموعًا لغسلهما، وقد غسلت خطاياها بها. ووضعت شعرها ايضاً عند قدميه وهو عربون الجمال الزائل، عكس الفريسي الذي ما زال يريد كل شيء. وقبّلتهما والقبلة هي التي ترمز الى الحبّ، وهاذا ما لم يكن عند الفريسي، إذ إن الفرّيسيين لم يؤمنوا ولم يحبوا المسيح. وهي من دخلت بجرأة امام الجميع تائبة، فمن كان المسيح مخلّصه لا ينظر الى ورائه ولا الى من يمكن أن يعيقوا طريقه، بل يذهب الى ينبوع الحياة دون خوف وتردد، فنالت الخلاص بقول المسيح “مغفورة لك خطاياك”، على عكس الفريسي الذي لم يتخلّى عن كبريائه، وإدانته للاخرين. إذاً، أين نحن من هذا النص؟ هل إهتمامنا بالمسيح يبقى مجرّد مظاهر، أم أن المسيح هو حقاً حياتنا، وتصرّفاتنا مطابقة للإنجيل؟ وهل توبتنا صادقة، كما رأينا؟ فالتوبة تكون بالندم والدموع وليس بأي شيء آخر. لأنّ المسيح لا يطلب إلاّ قلبنا البريء. وهكذا نصل إلى قلب الله لننال الغفران، أم سنبقى على هامش الحياة المسيحيّة